ويوم يرِنُ هاتِفِى وأتأكد أنُه مُحدِثِى، أبقى مكانِى مُتجمِدة بِلا حِراك
الشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
ويوم يرِنُ هاتِفِى وأتأكد أنُه مُحدِثِى، أبقى مكانِى مُتجمِدة بِلا حِراك، وأضُمُ الهاتِف إلى أضلُعِى كأنِى حملتُ الوِجُود معِى لِأبعد مكان، وأُخفِض صوتِى رُويداً رُويداً بِكُلِ إنتِشاء… وأُغلِق جمِيع النوافِذ حولِى لكيلا يُلاحَظ أنِى أعيشُ حالة غير ما كُنت عليهِ قبل الكلام، وأمضِى بعيداً عن فتحةِ الباب عِندِى، وأُسدِل كُلَ الستائِر حولِى وكِلِى إتِقاد
وفِى صوتُه تنساب كُلُ ألحانِى جرِيئة، وأكسِر كُلَ الحواجِز بِنا كأنّا صعدنا فوق السحاب، وأرفع غِطاء السرِير حولَ عينِى لِكى أُخفِى إضطرابِى وأهرُب مِن أى عين تُراقِب حواسِى بِكُلِ إنشِغال… ولِسانُ حالِى ينطُق كثِيراً هلا ظهرت دقِيقة واحدة كى أراك، إنّ عينايا لا يكفِيهُما سِواك، فتدلل كيف شِئت لكِن رأفة بِحالِى بِلا أى هجرٍ وإبتِعاد
مالِى أُحدِق فِى كُلِ رُكنٍ أمامِى فلا أرى أحداً يُشبِه حلاه، وأصرُخ كثِيراً حتى أراه، وأرقُص مُثِيرة على أغانِى العندلِيب فِى غُرفتِى كأنِى قِطة تُشاكِس حِيطان… إنى أُهِيمُ كأنِى طِفلة تشعُر سعادة لا تُبالِى بِالأنام، فماذا أقُول وماذا أُخفِى وكُلُ ما بِى يعصِف بِذاتِى يوم رأيتُك حد إشتِعال، أمِن المِرُوءة تترُكنِى وحدِى أحترِق بِغيرِ تأتِى فِى عِناد