مقالات
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن منزلة الشهداء عند ربهم

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن منزلة الشهداء عند ربهم
بقلم / المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ
أولاً:منزلة الشهيد عند الله تعالى كبيرة منها مثلا ً:
(1)الوقاية من عذاب القبر:
-عَنْ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ:”لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ:يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ،وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ.”سنن الترمذى (1663) ،صحيح الجامع (5182)-عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلَّا الشَّهِيدَ؟قَالَ:«كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً »سنن النسائى(2053) ،صحيح الجامع (4483) -أفاد الحديث:أن الشهيد لا يسأله الملكان في قبره. لأن القصد بسؤالهما، فتنة الميت وامتحانه،والشهيد قد امتحن بأهوال الحرب وفزعاتها، وتعرضه للموت وهو ثابت حتى استشهد.فكان ذلك امتحاناً كافياً في الدلالة على قوة إيمانه.
(2)الأمن يوم الفزع الأكبر:
-قال تعالى:وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَاآتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران. الشهداء :أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. لاحزن ولاخوف فى يوم القيامة بل هم فى سعادة دائمة لا تنتهى .
-عَنْ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ:يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ،وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ،وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ،وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ،اليَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ العِينِ،وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ “سنن الترمذى (1663) ،صحيح الجامع (5182).لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ)لَا يُوجَدُ مَجْمُوعُهَا لِأَحَدٍ غَيْرِهِ (يُغْفَرُ لَهُ):أَيْ تُمْحَى ذُنُوبُهُ(فِي أَوَّلِ دَفْقَةٍ):أَيْ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْقَةٍ وَصَبَّةٍ مِنْ دَمِهِ (وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ) وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، (وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ):فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ (103)الأنبياء.
-قِيلَ:هُوَ عَذَابُ النَّارِ،(وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ):أَيِ الْمَعَزَّةُ.والتَّاجُ مَا يُصَاغُ لِلْمُلُوكِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْجَوَاهِرِ(الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا):أَيْ مِنَ التَّاجِ وَالتَّأْنِيثُ بِاعْتِبَارِ أَنَّهُ عَلَامَةُ الْعِزِّ وَالشَّرَفِ،أَوْ بِاعْتِبَارِ أَنَّهُ مَجْمُوعٌ مِنَ الْجَوَاهِرِ وَغَيْرِهَا
.(خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا،وَيُزَوَّجُ):أَيْ يُعْطَى بِطَرِيقِ الزَّوْجِيَّةِ(اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً):فِي التَّقْيِيدِ بِالثِّنَتَيْنِ وَالسَّبْعِينَ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ التَّحْدِيدُ، لَا التَّكْثِيرُ، وَيُحْمَلُ عَلَى أَنَّ هَذَا أَقَلُّ مَا يُعْطَى،وَلَامَانِعَ مِنَ التَّفَضُّلِ بِالزِّيَادَةِ عَلَيْهَا (مِنَ الْحُورِ الْعِينِ):أَيْ نِسَاءِ الْجَنَّةِ (وَيُشَفَّعُ) :أَيْ يُقْبَلُ شَفَاعَتُهُ (فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقْرِبَائِهِ):أَيْ أَقَارِبِهِ وَأَحْبَابِهِ.(مرقاة المفاتيح (6/2482)
(3) النور يوم القيامة :
-قال تعالى : وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (19) الحديد. -“وَنُورُهُمْ”: أي أن لهم نورًا يوم القيامة يستضيئون به، وقيل نورهم هو نور الايمان.-“لهم أجرهم”: أي أن لهم ثوابهم العظيم الذي وعدهم الله به في الدنيا والآخرة، وهو الجنة وما فيها من النعيم المقيم.”ونورهم”: أي أن الله سيمنحهم نورًا يوم القيامة يسعى بين أيديهم وبأيمانهم، وهو دليل على هدايتهم ونجاتهم
(4)مع أفضل خلق الله فى الجنة:-
-قال تعالى:وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا(69)ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70) النساء.أَيْ هُمْ مَعَهُمْ فِي دَارٍوَاحِدَةٍ وَنَعِيمٍ وَاحِدٍ يَسْتَمْتِعُونَ بِرُؤْيَتِهِمْ وَالْحُضُورِ مَعَهُمْ، لَا يُسَاوُونَهُمْ فِي الدَّرَجَةِ فَإِنَّهُمْ يَتَفَاوَتُونَ لَكِنَّهُمْ يَتَزَاوَرُونَ.تفسير القرطبى (5/272).
ثانيا:عشرٌ من شهداء الآخرة :
-تعريف شهيد الآخرة :شَهِيدٌ فِي الثَّوَابِ وَهُوَ الْمَبْطُونُ وَالْمَطْعُونُ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ جَاءَتِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ بِتَسْمِيَتِهِ شَهِيدًا فَهَذَا يُغَسَّلُ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ وَلَهُ فِي الْآخِرَةِ ثَوَابُ الشُّهَدَاءِ.(شرح النووى (2/164).
-هيا بنا نحاول أن نطوف حول بعض شهداء الآخرة لكثرة انتشارها فى الآونة الأخيرة مثلا:
(1)من مات بسبب مرض الطاعون شهيد :
-عن أَنَس بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ«الطّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ»صحيح البخارى (5732)وصحيح مسلم (1916).الطاعون:أيُّ مَرَضٍ مُعدٍ.(معجم اللغة العربية المعاصرة (2/1402) .مثل الكورونا ، والسل و……وغيرها من الأمراض المعدية المميتة
(2)من مات بسبب بطنه:فهو شهيد:
-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنِ النَّبِيِّ ﷺقَالَ:«المَبْطُونُ شَهِيدٌ »صحيح البخارى(5733) – أَمَّا ( الْمَبْطُون )فَهُوَ صَاحِب دَاء الْبَطْن ،وَهُوَ الْإِسْهَال: وَقِيلَ :هُوَ الذِي بِهِ الِاسْتِسْقَاء وَانْتِفَاخ الْبَطْن ، وَقِيلَ : هُوَ الّذِي تَشْتَكِي بَطْنه ،وَقِيلَ :هُوَ الَّذِي يَمُوت بِدَاءِ بَطْنه مُطْلَقًا.شرح النووى(6/397) – المبطون أي: الذي يموت بسبب انتفاخ البطن والسرة.الذي هو ناتج عن الكبد الوبائي، تلف الكبد وانتفاخ البطن.البدعة وأثرها فى محنة المسلمين(4/5).
-المبطون: أجمع غالب العلماء أنها تشمل كل أمراض البطن المؤدية الى الموت من الإسهال حتى السرطان،وأنتم
تدرون ما في البطن من أجهزة وليس جهازا واحدا!.أرشيف ملتقى اهل الحديث 2(18/222)
(3) صاحب ذات الجنب شهيد (الجهاز التنفسى):
–عن جَابِرَ بْنَ عَتِيكٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«مَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ؟» قَالُوا: الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:”الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ: الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ،وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ”سنن ابى داود (3111)،سنن النسائى (1846)،صحيح الجامع (3739)- (وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ) وَهِيَ قُرْحَةٌ أَوْ قُرُوحٌ تُصِيبُ الْإِنْسَانَ دَاخِلَ جَنْبِهِ ثُمَّ تُفْتَحُ وَيَسْكُنُ الْوَجَعُ وَذَلِكَ وَقْتُ الْهَلَاكِ وَمَنْ عَلَامَاتِهَا الْوَجَعُ تَحْتَ الْأَضْلَاعِ وَضِيقُ النَّفَسِ مَعَ مُلَازَمَةِ الْحُمَّى وَالسُّعَالِ وَهِيَ فِي النساء أكثر.(عون المعبود (8/262).
(4) الغريق شهيد :-
-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «وَمَنْ غَرِقَ فَهُوَ شَهِيدٌ» صحيح مسلم (1915)- اختلف أهل العلم فيمن ركب البحر عاصيا بركوبه، كأن كان الغالب فيه عدم السلامة، أو ركبه لإتيان معصية من المعاصي، فغرق هل يعد شهيدا أم لا؟ على قولين.فمنهم من قال: إنه لا يُعد شهيدا، ومنهم من استظهر أنه شهيد ما لم يمت وهو يُقارف المعصية. (موقع الإسلام سؤال وجواب (5/4561)
(5) صاحب الهدم شهيد :-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِﷺ قَالَ”الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، وَالمَبْطُونُ،وَالغَرِقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ” صحيح البخارى (2829)
حكم إطلاق لفظ الشهيد على المتوفى بسبب حادث سيارة؟ج: يُرجى لهم الشهادة، لأنهم من جنس صاحب الهدم صاحب الهدم شهيد، وصاحب حادث بالسيارة الذي يصدم، أو تنقلب به السيارة حتى يموت هو من جنس صاحب الهدم، نرجو له الشهادة. (فتاوى نور على الدرب (13/470)
(6)الحريق شهيد:
-عن جَابِرَ بْنَ عَتِيكٍ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:”وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ، “سنن ابى داود (3111) .(وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ) أَيِ الْمُحْرَقُ وَهُوَ الَّذِي يَمُوتُ بِالْحَرْقِ. عون المعبود (8/262)
(7) المرأة الحامل تموت بسسبه :
(أ) عن جَابِرَ بْنَ عَتِيكٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:” وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ .سنن ابى داود (3111)- تموت بجُمع أشهر قيل التى تموت حاملا جامعة ولدها فى بطنها.شرح النووى (13/63)
(ب) عن عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: عَادَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: ” هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الشُّهَدَاءُ مِنْ أُمَّتِي؟ “، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَسَكَتُوا. فَقَالَ: عُبَادَةُ أَخْبِرْنَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ:”الْقَتِيلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهِيدٌ يَجُرُّهَا وَلَدُهَا بِسُرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ ” مسند أحمد (22784) صحح إسناده الألباني في أحكام الجنائز(صــ39)
– المرأة تموت من الولادة وولدها فى بطنها قد تم خلقه ، وقيل : إذا ماتت من النفاس فهو شهيد سواء ألقت ولدها وماتت ، أو ماتت وهوفى بطنها. (شرح البخارى لابن بطال (5/44)
(
موت الغريب شهادة :-

(أ) له شاهد من حديث ابن عمر عند الدارقطني وصححه: موت الغريب شهادة.انظر فتح الباري (6/ 43) ويكون بهذا الشاهد حسنًا.القبس فى شرح موطأ ملك بن أنس (1/210)-
(موت الغريب) عن وطنه (شهادة)يُعد من درجات شهداء الآخرة. (التنوير فى شرح الجامع الصغير (10/437)
(ب) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ قِيسَ لَهُ مِنْ مَوْلِدِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ أَثَرِهِ فِي الْجَنَّةِ» سنن النسائى (1832) صححه الألبانى
– هذا يكون ملكه، رجل هاجر من مصر -مثلاً- إلى آخر الدنيا، فراراً بدينه من الفتن، ومات غريباً؛ فإنه يُقاس له في الجنة من موضع مولده إلى موضع وفاته. (دروس للشيخ أبو إسحاق الحوينى (97/3)
(9) مات مدافعا عن:
-عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» سنن الترمذى (1421) وسنن أبى داود (4772)،صحيح البخارى (2480) ،مسلم(141) (معنى دون :مات مدافعا عن)
-أي من تعرّض له لص أو غاصب وحاول أخذ ماله منه غصباً قوة واقتداراً بغير حق شرعي، فإنّ عليه أن يقاتله دفاعاً عن ماله، فإن قتل في الدفاع عن ماله فهو شهيد في حكم الله تعالى، وكذلك من قُتل دفاعاً عن نفسه.(منار القارى (3/371).
(10)من وقع من على دابته فمات بسببها:
-عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: ﷺ ” مَنْ صُرِعَ عَنْ دَابَّتِهِ , فَهُوَ شَهِيدٌ “معجم الطبرانى الكبير (892) ،(صحيح الجامع (6336)
-قَالَ بن التِّينِ هَذِهِ كُلُّهَا مِيتَاتٌ فِيهَا شِدَّةٌ تَفَضَّلَ اللَّهُ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ بِأَنْ جَعَلَهَا تَمْحِيصًا لِذُنُوبِهِمْ وَزِيَادَةً فِي أُجُورِهِمْ يُبَلِّغُهُمْ بِهَا مَرَاتِبَ الشُّهَدَاءِ.فتح البارى (6/44).
الخطبة الثانية :
ثالثاً :كيف تحصل على أجر خمسين شهيداً ؟
التمسك بالدين فى زمان وأيام الصبر له أجر خمسين شهيداً :
– تعريف زمان وأيام الصبر منها مثلاً:-(1) أيام الصبر هي أيام الإبتلاء في الدين والشهوات المستعرة والشبهات المستحكمة. (فصل الخطاب فى الزهد والرقائق (2/4)
(2) قَالَ الْجَعْبَرِيُّ: أَيْ: هَذَا الزَّمَانُ زَمَانُ الصَّبْرِ؛ لِأَنَّهُ قَدْ أُنْكِرَ الْمَعْرُوفُ وَعُرِفَ الْمُنْكَرُ وَفَسَدَتِ النِّيَّاتُ، وَظَهَرَتِ الْخِيَانَاتُ، وَأُوذِيَ الْمُحِقُّ، وَأُكْرِمَ الْمُبْطِلُ.(مرقاة المفاتيح (8/3365)
من فضائل التمسك بالدين فى ايام الصبر مثلاً:
(1) له أجر عبادة خمسن صحابيا من أصحاب النبى ﷺ :-
-عَنْ أبي ثعلبة الخُشَنِّي رضى الله عنه أَنَّ نَبِيَّ اللهِ ﷺ قَالَ «إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، لِلْمُتَمَسِّكِ فِيهِنَّ يَوْمَئِذٍ بِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ»، قَالُوا: «يَا نَبِيَّ اللهِ، أَوْ مِنْهُمْ؟»، قَالَ: «بَلْ مِنْكُمْ».رواه أبو داود (4341) والترمذي (3058) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (494).
– (فَإِنَّ وَرَاءَكُمْ) أَيْ: قُدَّامَكُمْ مِنَ الْأَزْمَانِ الْآتِيَةِ.مرقاة المفاتيح (8/3215)
-قوله ﷺ: (للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم)، يعني: أن المسلم الذي يعيش في مثل
هذه الأزمان -أزمان الغربة- ويعمل نفس الطاعة التي كان يعملها الصحابي يؤجر مثل خمسين صحابياً كانوا
يفعلون نفس العبادة، فاستكثروا ذلك وقالوا له: (يا نبي الله! منا أو منهم -أي: هل تقصد منا أو منهم- قال:
بل منكم).دروس للشيخ المقدم (45/16)
(2) المتمسك بالدين له أجر خمسين شهيداً من أصحاب النبى ﷺ:-
-عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ:عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:«إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ زَمَانَ صَبْرٍ، لِلْمُتَمَسِّكِ فِيهِ أَجْرُ خَمْسَيْنَ شَهِيْداً».فَقَالَ عُمَرُ:يا رَسُولَ اللهِ! مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟ قَالَ:«مِنْكُمْ».المعجم الكبير للطبرانى (10394) ،صحيح الجامع (2234).
(أ) له أجر خمسين شهيداً) بشارة من الله عز وجل على لسان النبي ﷺ لكل مؤمن يتمسك بدين الله سبحانه تبارك وتعالى في وقت غربة هذا الدين، وفي وقت كل الناس على غير دين الله سبحانه تبارك وتعالى. (تفسير أحمد حطيبة (343/4)
(ب) أي: للمتمسك بدينه أجر خمسين شهيداً، وهذا شيء عظيم ما تحلُم به أبداً. فالمؤمن يدعو ربه أن يرزقه شهادة كشهادة أصحاب النبي ﷺ ويمكن أن يصل إليها بأن يتمسك بالدين، وأن يقبض عليه وأن يعاني في سبيل الله سبحانه وتعالى ويصبر على ذلك، مهما آذاه الخلق، ومهما تعرض له من فتن فيصبر ويتمسك، حتى يكون له أجر خمسين شهيداً أو رجلاً من أصحاب النبي .(شرح الترغيب للحطيبة (47/3)
(ج) الرسول ﷺ أخبر بأن العاملين في أيام الصبر للواحد منهم أجر خمسين من الصحابة ،ولا يلزم من هذا أن يكون هؤلاء أفضل من الصحابة،فهذه خصيصة مُقيدة بهذا الزمن الصعب الضنك .(اتحاف الخلان والجماعة بشرح عقيدة أهل السنة والجماعة (24).
(3)المتمسك فى أيام الصبر كالمهاجر إلى النبى ﷺ:
-عن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، رَدَّهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ » صحيح مسلم (2948)
(أ) معنى الهرج:ذَكَرَ صَاحِبُ الْمُحْكَمِ لِلْهَرْجِ مَعَانِيَ وَمَجْمُوعُهَا تِسْعَةٌ شِدَّةُ الْقَتْلِ وَكَثْرَةُ الْقَتْلِ وَالِاخْتِلَاطُ وَالْفِتْنَةُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَكَثْرَةُ النِّكَاحِ وَكَثْرَةُ الْكَذِبِ وَكَثْرَةُ النَّوْمِ وَمَا يُرَى فِي النَّوْمِ غَيْرُ مُنْضَبِطٍ وَعَدَمُ الْإِتْقَانِ لِلشَّيْءِ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ أَصْلُ الْهَرْجِ الْكَثْرَةُ فِي الشَّيْءِ يَعْنِي حَتَّى لَا يَتَمَيَّزَ. (فتح البارى (13/19)
(ب) قوله: “العبادة في الهَرْجِ كهجرة إليَّ”؛ يعني: ثواب عبادة في زمان الفتن والمحاربة بين المسلمين كثواب هِجْرَةٍ من مكة إلى المدينة في زمانه قبل فتح مكة. (المفاتيح فى شرح المصابيح (5/356)
(ج) سبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيها بحال الجاهلية فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله ﷺ مؤمنا به متبعا لأوامره مجتنبا لنواهيه. (لطائف المعارف (1/132)
