مقالات
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن سيناء أرض الخير والنماء والتضحية
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن سيناء أرض الخير والنماء والتضحية
بقلم المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الشباب
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
الرئيس الفخرى لمنظمة العراق للإبداع الإنساني بألمانيا الإتحادية
مما لاك فيه أن الله عز وجل شرًف بعض الأماكن عن غيرها، وفضّلها، وخلّد ذكرها فى القرآن الكريم، وأي مكانة أكبر وأجلّ وأعظم من أن يذكر الله ويخص مكاناً دون غيره، فهو بلا شك شرف لا يدانيه شرف، خاصةّ إذا كان المكان قد جاء ذكره مقترناً بالخير والبركات والأمن والأمان، وكان لمصرنا الحبيبة ذكر وأثر عظيم في كتاب ربنا يكفي اقترانها بالأمن والأمان في قوله تعالى على لسان نبي الله يوسف عليه السلام ((وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)) سورة يوسف (99).
ولم يقف تشريف وتكريم الله لمصر أن ذكرها فقط
بل سبحانه وتعالى قد خصّ بقعة من بقاعها بالذكر في كتابه العزيز ألا وهي سيناء المباركة
التي هي محور حديثنا اليوم، وهنا لا أجد أروع من قول القائل:
قَارَنْتُ مِصْرَ بِغَيْرِهَا، فَتَدَلَّلَتْ
وَعَجِزْتُ أَنْ أَحْظَىَ لَهَا بِمَثِيْلِ
مَا السِّرُّ مِصْرُ؟ فَمَنْ سِوَاكِ لِعَثْرَتِيْ
هَلْ مِنْ سَبِيْلٍ فِيْ شِفَاءِ غَلِيْلِيْ؟
لَكِ مِنْ إِبَاءِ الشَّامِخَاتِ إِلِىَ العُلاَ
فِيْ كُلِّ حَقْلٍ مُثْبَتٍ بِدَلِيْلِ
هَذِيْ الْحَضَارَةُ مُعْجِزَاتٌ فيِ الوَرَىَ
عَقِمَ الزَّمَانُ بِمِثْلِهَا كَبَدِيْلِ
رَفَعَ الإِلَهُ مَقَامَهَا، وَأَجَلَّهُ
فِيْ الذِّكْرِ، وَالتَّوْرَاةِ، وَالإِنْجِيْلِ
وسيناء المباركة هل هي بكسر السين أو فتحها، والإجابة نجدها في تفسير الطبري حين قال وأما قوله: (سَيْنَاءَ) فإن القرّاء اختلفت في قراءته، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة: (سِيناء) بكسر السين. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة: (سَيْنَاءَ) بفتح السين، وهما جميعا مجمعون على مدّها.
والصواب من القول في ذلك، أنهما قراءتان معروفتان في قراءة الأمصار، بمعنى واحد، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
ولعظم سيناء المباركة وصفها الله بعدة أوصاف في كتابه العزيز، مثل أنها مباركة كما قال تعالى ((فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)) سورة القصص .
كما وصفها الله بأنها مكان مقدس فى قوله تعالى ((فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى)) سورة طه (12)
كذلك أقسم الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بجبل الطور الواقع في سيناء الحبيبة، هذا الجبل الذي شرف بأن كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام، قال تعالى ((وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ، وَطُورِ سِينِينَ)) سورة التين.
كما أشار القرآن الكريم إلى شجرة الزيتون التي تنبت في سيناء الحبيبة قال تعالى:
﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ﴾ سورة المؤمنون: 20].
كما شرفت سيناء بنبي الله وكليمه موسى، كما قال القائل:
فيِ طُوْرِ سَيْنَاءٍ تَجَلَّىَ رَبُّنَا فوْقَ الكَلِيْمِ، بِأَوَّلِ التَّنْزِيْلِ
فقد شرفت كذلك سيناء في الإسراء والمعراج بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
كما أخرج النسائي وغيره بسند فيه مقال عن أنس بن مالك رضي الله عنه كما ذكر هذا الحديث أيضاً الحافظ ابن كثير في تفسيره لسورة الإسراء يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
((أُتِيتُ بدابةٍ فوقَ الحمارِ ودونَ البغْلٍ، خطُوُها عند منتَهى طرفِها، فركبتُ ومعي جبريلُ عليهِ السلامُ، فسرتُ فقال: انزلْ فصلّ. فصلّيتُ، فقال:
أتدري أين صليتَ؟ صليتَ بطيبةَ وإليها المُهاجَر. ثم قال: انزلْ فصلِّ. فصليتُ، فقال: أتدري أين صليتَ؟ صليتَ بطُورِ سيناءَ، حيثُ كلّمَ اللهُ موسى)).
و لسيناء الحبيبة مكانة عظيمة عبر التاريخ، فإنه لا يخفى على أحد أيضا الموقع الجغرافي والاستراتيجي الذى تتفرد به سيناء، حيث تقع عند ملتقى بحرين وقارتين، البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط ، كما تقع عند ملتقى قارتي أسيا وأفريقيا، ولذلك كانت سيناء عبر التاريخ مطمعا ومحط أنظار للأعداء، ولذلك ضحى أبناء وطننا العزيز بكل ما يملكون للمحافظة على سيناء الحبيبة، وكم امتزج ترابها الطاهر بدماء شهدائنا الأبطال في حرب أكتوبر المجيدة، حتى رويت سيناء من دمائهم الزكية الطاهرة، ولذلك فإن سيناء في قلب وعقل وفكر ووجدان كل مصري.
ما أحوجنا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا حيث الخطر يحيط بأمتنا من الشرق والغرب والجنوب مما يتطلب منا أن نقف صفاً واحداً خلف قيادتنا السياسية الرشيدة حتى نتجاوز ما نحن فيه على خير ونحافظ على أمن واستقرار وطننا الغالي الحبيب مصر.
من حق كل مصري أن يفخر بوطنه
وأن يفخر بهذه البقعة المباركة من أرض مصر
ألا وهي سيناء الحبيبة
خاصة وأن سيناء تشهد في هذه الأيام نهضة على كل المستويات
فكما كانت في الماضي هي المكان المقدس والمبارك والملاذ
فهي مستقبل وطننا في النماء والخير والرخاء.
حفظ الله مصر الحبيبة الغالية من كل مكروه وسوء، ودامت مصر آمنة مطمئنة دايما بإذن الله