مقالات

ربيع جمال الجوهرى يكتب (الجريمة في مصر أسباب وعلاج )

نعم نعلم جيدا أن الجريمة أفعال خارجة عن القانون، وتُنافي القيم والعادات الاجتماعيّة، والغرائِز الطبيعيّة السَّوية عند الإنسان. ويُسمّى الإنسان المقترف لهذه الأفعال بالمُجرِم، وتقع عليه العقوبة القانونيّة والاجتماعيّة
وهي ترتبط إرتباطا وثيقا بظروف المجتمع نفسه ، فزيادة معدل الجرائم في مجتمعنا المصري ترتبط بظروفه وتفكير مواطنيه فتارة نجد من يقتل زوجته وآخر ينتقم من صاحبه أو جارة وثالث ينتقم من عشيقته
وما برنامج (عيون الشعب) علي( قناة الصعيد )الذي يقدمه الاعلامي حنفي السيد إلا خير دليل علي ذلك فعندما تشاهد هذا البرنامج يُصاب جسدك بقشعريرة من هول ما تسمعه من جرائم متنوعة لا تقرها الأديان.
ولو بحثنا عن أسباب هذه الجرائم جميعها سنجد أنها تعود في معظمها إلي أسباب كثيرة منها :-
– ضعف الوازع الديني مع الفهم الخاطئ للدين، فمجتمعنا يترنح ما بين الإفراط أو التفريط فإما التشدد والاهتمام بالمظهر وليس الجوهر وصحيح الدين، وإما التفريط والبعد عن الدين.
– الأخطاء التي تحدث في التربية، فالتربية هي حجر الأساس في تشكيل الشخصية وتنشئتها تنشئة سوية وغياب دور الآباء في التربية وانشغالهم بالحياة المادية ومحاولة توفير متطلبات الحياة وإهمال الإشباع العاطفي للأبناء كل ذلك يؤدي الي جيل منحرف

– وكذلك غياب دور المدرسة في التوجيه والإرشاد
وكذلك الفقر والظروف الاقتصادية

– الادمان فالمخدرات تزيد من معدل الرغبة لدى المتعاطي في القتل والسرقة وارتكاب الجرائم، وتدمر طريقة حكمه على الأمور

– الجهل فانتشاره وغياب الوعي يؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة،فكلما ارتقى المستوى الثقافي والتعليمي في المجتمع قلت معدلات الجريمة،
ومجتمعنا المصري فيه موروثات ثقافية خاطئة مثل تلك التي نطلق عليها “جرائم الشرف” وهو من وجهة نظرى مصطلح خاطئ فلا شرف في الجريمة، فتلك الجرائم تحكمها عادات وتقاليد خاطئة وتدفع ثمنها المجني عليها وليس الجاني.، وكذلك “جرائم الثأر” التي مازالت تحصد الأرواح وإن كانت قد بدأت في الانحسار التدريجي نتيجة صرامة الشرطة المصرية وصرامة عقوبات القانون المصري

واذا قلبنا صفحات الجريمة في التاريخ الحديث يكفيك أن تجد أن معظم الاغتيالات التي حدثت لرجال السياسة والفكر كانت ثمرة الجهل الفكري
فمثلا عندما سأل القاضي الرجل الذي قتل السادات
:- قتلت السادات ليه ؟؟ فقال له :- “لأنه علماني”
فرد القاضي :- ويعني إيه علماني؟
فقال القاتل:- “ما عرفش”!!!
وكذلك في حادثة محاولة اغتيال الأديب المصري الراحل “نجيب محفوظ” عندما سأل القاضي الرجل الذي طعن نجيب محفوظ : لماذا طعنته ؟
‏فقال الإرهابي : “بسبب روايته أولاد حارتنا”
فسأله القاضي : هل قرأت رواية أولاد حارتنا ؟
فقال المجرم : لا !!!!
وكذلك عند استجواب قاتل الكاتب المصري” فرج فودة” سألهالقاضي :- لماذا اغتلت فرج فودة ؟
أجاب القاتل : لأنه كافر !
فسأله القاضي : كيف عرفت أنه كافر ؟
أجاب القاتل : مِن كتبه !
‏قال القاضي : ومن أي الكتب عرفت أنه كافر ؟
القاتل : أنا لم أقرأ كتبه !
القاضي : كيف ؟
أجاب القاتل : أنا لا أقرأ ولا أكتب !!!
وغيرها من الجرائم التي تم تنفيذها بواسطة اشخاص جهلة متطرفين بل مغيبين فكريا
وانت صديقي القارىء تربد أن تسأل كيف لنا أن نعالج (الجريمة )وانا من وجهة نظرى أقول أنه ليس هناك حل جذري للقضاء علي ظاهرة الجريمة لكن لابد ان يكون للأسرة والمدرسة ودور العبادة والاعلام دور كبيرة في تخريج أجيال تخاف الله اولا ثم تخاف القانون
لكن ما نراه من ندوات ومؤتمرات ليس هو السبيل الي القضاء علي هذه الظاهرة
ولابد من وضع خطه علي ارض الواقع تتمثل في إجراء مسح شامل في كل قرية ومدينة لأولئك الشباب المنحرف والمثير للفوضى والمشاكل والمتعاطين للمخدرات على أنواعها والعمل علي علاجهم وتأهيلهم وإرجاعهم إلى حضن المجتمع وليس إهمالهم ونبذهم، أضف الي ذلك منع ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس لأنّ الكثير من الأبحاث أشارت إلى أنّ نسبة منهم ينقلب إلى مجرمين في المستقبل، فإذا طبق هذا البرنامج العلاجي في كل بلد، عندها سوف نقلص كثيرًا من ظاهرة العنف والجريمة في مجتمعنا المصري .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى