أحببتُ ضابِط لا أرى أحداً سِواه، كان فِى مُهِمة عائِداً، ويوم إلتقينا خارت قُواى

الشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
أحببتُ ضابِط لا أرى أحداً سِواه، كان فِى مُهِمة عائِداً، ويوم إلتقينا خارت قُواى، والمِهنة ضابِط والحالة أعزب فِى هواه، وصِفتُه رجُلاً ليس كأشباه الرِجال… مُتفرِدٌ بين أقرانِه بِذكاءِ مُنقطِع النظِير فِى سماه، هادِئ بِطبعُه يمتلِك قلبَ النِساء، وأشار لِى بِأصبعيهُ فوُلِدتُ أُخرى على يداه، قد كان أمسِى وحاضِرِى، بل كُلُ أيامِى مُناه
هو ضابِطٌ يهابُه أعتى الرِجال، يتودد له أجمل نِساء، قد لمس قلبِى فِى مُنتهاه، يغارُون مِنه لأنه واحِد فرِيد فِى تخصُصه وخِبرة حياه… أغار عليه، فبِنظرة واحدة فِى عِيُونِه أُنجِب دِيواناً مِن قصائِد تملأُ الدُنيا هيام، ولقد وقعتُ فِى غرامُه مُكبلة أملأُ الدُنيا صِياح، ولِسانِى يعجز عن أى نُطقٍ يُومَ أراه، قد عصف بِى لِجِرأتُه وخِفة دِماه
هو ضابِطِى ورابِطِى ورجُلُ عُمرِى فِى إجتِياح، يُلجِم زِمام تمرُدِى وكُلِى إنصِياع، أُطيع أوامرُه بِلا نِقاش، بِإشارة مِنه آتِى وراه، إن الرِجُولة خُلِقت لِأجلِهِ وكُلُ شئ مُختلِف على يداه… أحسُ مُتعة لِكلِمة مِنه على عُجال، ورجعتُ أِنثى مُتكامِلة تُتقِن مخارِجِ حرفِها فِى إيقاع، قد عُدتُ طِفلة أمام مِنه فِى إندِفاع، هو موطِنِى أهرُب إليهِ لِمُلتقاه
هو قائِدِى بِصرامتُه أخشى الكلام، هو مُرشِدِى ومُوجِهِى لِما يُراد، إنِى ولِيدة لِنظرتاه، أحلامُ عُمرِى بدأت تثُورُ لِضمتاه، قد تُهتُ مِنِى مُتعلِقة بِذِراعاه، قد كان سِرِى واليوم علنِى والغدُ مِلكِى لِأعيش معاه… أفرُ نحوُه طُوال وقتِى لِسُكنتاه، يحمرُ خدِى لِمُداعبة مِن شفاه، قد بُحتُ حُبِى فِى خُطاه، أعلنتُ حُبِى على الملأ بِدُونِ خشية أو إيماه
هو المُسافِر فِى دِمائِى مُحلِقاً لِأعلى مكان، يطيرُ حولِى مُغازِلاً فِى إحتِفاء، فأعيشُ دُنيا غير دُنياىّ إليهِ لِمُرتجاه، بِه خفايا مِن دِيوانِى، فكُلُ كلِمة تذهب وراه… قد دق قلبِى عاصِفاً يومَ رأيتُه مارِقاً يملُك هواى، لا أُطِيق البُعد عنه أو فُكاك، قد كان جُرمِى كتمُ حُبُه فِى إختِفاء، هو ليسَ كمِثلِ آخر سِواه، أشعُر حياتِى مُتغيِرة فِى مُقلتاه
قد صغُر عُمرِى يومَ آتانِى بِخِطابِ مِنه مُتوهِجاً بِه إعتِراف، قد لاح حُبُه ناطِقاً بِلا خفاء، قابلتُ بوحُه مُستعجِلة بِلا إنضِباط، ووقفتُ صوبُه صامِتة بِلا إنتِظار… أختلِسُ نظرة لِحدِيثِ مِنه وكُلِى إفتِتان، أتعبنِى شوقاً وإنتِظار، أحسُ لذة بِين يداه، ولِكم كتُمتُ مُن آهات لِجوابِ مِنه بِلا جواب، وهزمتُ نفسِى مُستسلُمة أطلُب رِضاه