فن وثقافة

النجاح كن لنكون.

نتساءل أحيانا عن معنى النجاح ، وربما يأتي هذا التساؤل بعد تحقيق الذات لكثير من أمنياتها؛ فهل النجاح في الحياة تحقيق ما تطلبته الذات وكفى؟، وهل الذات أشبعت رغباتها وأصبحت لا تحتاج إلى رغبات أخرى؟، الحقيقة التعمق في معنى النجاح لا يقف عند المفهوم الضيق من وجهة نظري عند تحقيق الذات لمطالبها الشخصية، وذلك لأن الفرد في واقع الأمر لا يعيش لذاته، بل يعيش بمحيطه من أفراد المجتمع، ونجاحه هو نجاح لمن حوله، وفي هذا المعنى أعجبتني مقولة متداولة بين أفراد المجتمعات البدائية مسماها ” كن لنكون”، لكن مضمون هذه المقولة في حقيقة الأمر تعني “حب لأخيك كما تحب لنفسك” ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ، رواه البخاري ومسلم .
فحب الآخرين والإثار على الذات هو النجاح بعينه، لان كل فرد من أفراد المجتمع مكمل للآخر ، فلو أن كل فرد في المجتمع حب الخير للآخر لعم النفع وأصبح الخير يسود، وهذا بيكون ملموس عند جبر خاطر في إطعام مسكين أو إحتضان يتيم أوصلة رحم تجد النفس ملئت بالحب والفرح عندما تقدم على فعل الخيرات وكذلك النفس التي جبرت تشعر بالاطمئنان، فالنجاح لا يتوقف عند تحقيق المآرب الشخصية وفقط بل النجاح الحقيقي هو النفع العام للمجموع ككل ، فالاكتناز والتحيز للذات وعدم حب الخير للآخرين منتهاه كأن لم يكن، فعلينا أن نشد من أزر بعضنا البعض، كما قال النبي ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه ويقول ﷺ: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ويقول ﷺ: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
“كن لنكون”
بقلم الدكتور محمد عويان المحامي بالنقض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى