هل يمكن أن تخسر إسرائيل معركة غزة

كتب: د. مدحت الخفاجى

كل المعلقين السياسين والعسكريين سواء من إسرائيل أو أمريكا يصولون ويجولون ويتكلموا عن من يحكم غزة بعد القضاء على حماس وكأنها قضية مسلم بها . ولايتكلمون عن حتى فرضية هزيمة جيش الدفاع الاسرائيلى فى غزة وهو فى رأيى أنه الاحتمال الاكبر.

ونرى العميد فايز الدويري يصول ويجول فى قناة الجزيرة فى غياب تام للخبراء العسكريين المصريين فى القنوات الفضائية المصرية الحكومية مما يثير الشك فى وجود أوامر بعدم الكلام فى هذا الموضوع من الشركة المتحدة التى تسيطر على الاعلام المصرى سيطرة تامة .

أما من ناحية المعركة فهى تنبأ بالخسارة الاسرائيلية وذلك لعدة أسباب. تدفع إسرائيل بعدد محدود من قًواتها يوميا لدخول القطاع فيكون من السهل على حماس القضاء عليه. ويعتمد IDF على الطيران والمسيرات والصواريخ والمدافع عن بعد بدون قوات كافية لاحتلال الارض. وكل الطرق السابقة تنتهى بارتكاب الفعل ولاتحقق أي إنجاز على الارض.

وتريد إسرائيل أن ينكسر المدنيون نتيجة للضرب ويطلبون من حماس الاستسلام وهذا لم يحدث حتى الآن. وعددقوات حماس والجهاد حوالى ٥٠ الف مقاتل تحت الارض لايمكن الوصول اليهم حتى بالقنابل الذرية والهيدروجينية لانهم فى عمق تحت الارض أكثر من تأثير تلك القنابل. وحتى تكسب إسرائيل الحرب يجب أن تدفع بثلاثة أضعاف المدافعين فى يوم واحد أى ١٥٠ الف جندى. وذلك ما عمله الجيش الاحمر السوفيتى فى الاستيلاء على برلين فى الحرب العالمية الثانية بالدفع بعدة ملايين من الجنود الى برلين وفقد مليون مقاتل في المعركة. ومساحة مدينة برلين أقل بكثير من مساحة قطاع غزة.

وإذا إستمر الجبن الاسرائيلى على هذه الوتيرة سيتآكل جيش الدفاع الاسرائيلى وسيتمرد قادته على وزير دفاعهم ورئيس وزرائهم ويمكن أن يحدث إنقلاب عسكرى ضدهم. وقد حدث تطويع لاهالي غزة ولم يعد يكترثوا بما يحدث حولهم من قصف ودمار وكانها حاجة عادية. وقد جربت إسرائيل كل الاسلحة الفتاكة الامريكية بما فى ذلك القنابل الزلزالية التى لم تصل أيضا الى الانفاق تحت الارض .ثم فكروا فى إغراق الانفاق بمياه البحر بضخ المياه فيها وهذه أيضا لن تجدى نفعا لان الانفاق ليست متصلة ببعضها البعض حتى تمر بها المياه.