سلسلة مقالات “مصر ليست اندلس جديدة”
سلسلة مقالات بعنوان
“مصر ليست كالاندلس”
بقلم محمد ابراهيم ربيع
كاتب و محلل سياسي
بعد حدوث الانتفاضة من الشعب المصري لكي يدعموا اهل غزة و مساندة القيادة السياسية بوعي تام جعلتنا نقول ان مصر ليست كالاندلس…
لما ذكرت هذا العنوان؟؟؟
لان ما حدث من مخططات منذ عقود بعيدة.. لاخطر مخططين لبرنارد لويس و هما الشرق الاوسط الجديد و مخطط الاسلام المتعب يجعلنا نتفكر في هذه المخططات لكي نعلم ابعادها… و ما الفكرة التي قامت عليهما…
وجدت ان فكرة المخططين قائمة على ما حدث في الاندلس… لكي يسيطروا على العقول و توجيهها كيفما يشاؤون..لكي يتم تدمير الدول من الداخل دون الدخول في مواجهات عسكرية مباشرة…
مقدمة لسلسلة هذه المقالات حتى نعلم
سبب سقوط الاندلس…لان ما حدث لاسقاط الاندلس قد اعد لنا لكي نسقط ايضا..
ان عظم المخططات التي ظهرت و علمناها مؤخرا تؤكد لنا انه يجب علينا ان نستفيق من ثباتنا لمواجهة اخر سطر في المخطط…
اسباب سقوط الاندلس هي:
اولا الانحراف عن الدين الإسلاميّ الوسطي :
يُعتبر الانحراف عن الدين الوسطي الحنيف من الأسباب التي أدّت إلى سقوط الأندلس..
حيث انتشر شرب الخمر والمسكرات في البلاد… كما ازداد ظهور الفُجْر؛ واللهو وعمل الأمراء على تقريب السفهاء منهم؛ إذ بنوا لهم القصور، وفي تلك الأثناء كانت مدن الأندلس تتساقط واحدة تلو الأخرى.
ثانيا الترف الغير مقيد:
يُعدُّ الترف الغير مقيد من أسباب سقوط الأندلس؛ حيث ابتلي أهل الأندلس بالترف الذي دفعهم للمبالغة في الإنفاق على مساكنهم، وملابسهم، ومأكولاتهم، حتّى أنَّ هذا الترف شغلهم عن حماية أرضهم وعرضهم والدفاع عنه، وتقاعسوا عن صدِّ العدو، وصرّح ابن خلدون أنَّ الترف الغير مقيد يقود إلى حبّ الدنيا، والتمسّك بالحياة، ويُبعد عن حماية الاوطان… ويقول أنَّ الشخص الذي يُحبُّ الدنيا دون قيود ينشغل بها، يُعرض عن الدفاع عن الأرض، والعرض، والدين، والكرامة أيضاً…
كما يُعتقد أنَّ التكاثر الماديّ الذي عاشه أهل الأندلس خلال عهد حكامها كان له الأثر الكبير في سقوط حضارة الأندلس، فبدلاً من توظيف الترف في الجهاد العقليّ، وفي صناعة الحضارة، قامت الدولة بالإنغلاق على نفسها، واستثمرت الرفاهيّة والترف في التكاثر الداخليّ، كما سلكت الأموال طريق مُغاير عن النهج القويم.
ثالثا موالاة الأعداء:
إنَّ موالاة الأعداء، وإحسان الظن بهم، هو من أهم الأسباب التي عزّزت سقوط الأندلس، ففي عهد ملوك الطوائف أنشأ شعوب الأندلس علاقات حسنة مع جميع اعدائهم بحجة التقارب و التسامح ، واستعانوا بهم، وآمنوا بعهودهم، و لكن كان الاخطر هو سماع الحكام لما يملى عليهم من توجيهات ومن أمثلة ذلك ما قام به ابن رزين حسام الدولة، حيث أهدى الملك الإسبانيّ ألفونسيو الهدايا النفيسة؛ وذلك من أجل تهنئته لاحتلاله مدينة طليطلة، وما كان على ملك إسبانيا إلّا أن يُقدّم له قرداً احتقاراً له، ولكنَّ حسام الدولة ظنّ ذلك فخراً كبيراً.
رابعا التنازع بين ملوك الطوائف :
انشغل ملوك الطوائف في النزاع والخلاف على اي شيء… حيث كثرت النزاعات بين مسلمي الأندلس منذ فترة مبكّرة، فقد تنازع العرب مع البربر، وتنازعت اليمانيّة مع القيسيّة، وتنازع الأقارب على المناصب، وهذا أدّى إلى إضعاف عزيمة شعب الاندلس، وإراقة دمائهم، وقتل الكثير منهم في الصراعات الداخليّة، ويُذكر أنَّ أسباب النزاعات كانت دائماً تافهة ولا تُذكر، وهكذا سقطت الأندلس نتيجة الانشغال بالنزاعات.
خامسا تقاعس العلماء عن الدور الدعويّ والإصلاحيّ:
لعلّ تقاعس وتخلّف العلماء عن دورهم الدعويّ، والإصلاحيّ أحد الأسباب التي قادت إلى سقوط الأندلس، حيث انشغلوا بالمسائل الخلافيّة، وابتعدوا عن الأمر الهام و هو اصلاح الشباب بطريقة صحيحة…. كما قام العديد من العلماء بالتخلي عن الحق كما قاموا بالدعوة إلى مغادرة الأندلس، فهذا عبد الله بن فرج اليحصبي المشهور بابن العسّال يقول بعد سقوط طليطلة الأبيات الآتية:
يا أهــل أنـدلـس حثوا مَطيَّكُمُ فما المقام بها إلا مـن الغلطِ الثوب يُنسلُ من أطرافـه وأرى ثوب الجزيرة منسولاً من الوسطِ ونحن بين عدو لا يفارقنا كيف الحياة مع الحيات في سفط…
وقد دعى معالي رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي في مصر بتجديد الخطاب الديني و مراجعة دور العلماء… وللاسف هاجمه الكثير لعدم وعيهم…
كانت هذه اسباب سقوط الاندلس لكي نسقطها على ما تم اعداده في العصر الحديث لنا من خلال مخططات خبيثة و هما الشرق الاوسط الجديد و مخطط الاسلام المتعب… و غيرهم من المخطاطات..
انتظرونا في المقالة القادمة لكي نكمل فكرة مصر ليست كالاندلس…
اللهم احفظ مصر و اهلها