ربيع جمال الجوهرى يكتب(أين أيام لذتي وشباب؟؟! )

صدق محمود سامي البارودي عندما قال :-
أَيْنَ أَيَّامُ لَذَّتِي وَشَبَابِي أتُراهَا تَعُودُ بَعْدَ الذَّهابِ
ذَاكَ عَهْدٌ مَضَى وَأَبْعَدُ شىء أنْ يَرُدَّ الزَّمانُ عَهْدَ التَّصَابِي
فَأَدِيرَا عَلَيَّ ذِكْراهُ إِنِّي مُنْذُ فارَقْتُهُ شَدِيدُ المُصَابِ
كُلُّ شَيءٍ يَسْلُوهُ ذُو اللُّبِّ إِلَّا ماضِيَ اللَّهْوِ فِي زَمانِ الشَّبابِ
نعم وانا اتسال عن هذه الأيام لأنني اشتقت إليها فما أجملها من أيام!!!
فحين كنت طفلاً كنت أنام أمام منازل عائلتي في أي مكان وتحت أي ظرف، لم نكن نشعر بتحمل المسئولية، حيث كنا نفترش الحصير لتناول أي طعام موجود :- بتاو، جبن قريش، طماطم باذنجان، كشك،
وآه لو كانت الدنيا بتضحك لنا كان بيبقى فيه أي طبيخ طبعاً من غير لحمه .
ننام في راحة وهدوء إلى أن تقترب صلاة الفجر فنجد الناس الطيبين الطاهرين يمسكون بابقارهم وجواميسهم للذهاب إلى حقولهم، ويقومون بايقاظنا ونصحو ثم ننام مره اخرى، وتفترش أشعة الشمس حصيرتنا ونشعر بها ونجد من يقول :الصبح صبح يا ولدي انت وهو، وروحوا كملوا نوم في بيوتكم، فنستيقظ ذاهبين إلى بيوتنا لنستكمل نومنا الهادئ العميق بلا ادني منغصات أو مضايقات..
ونستيقظ ونبحث عن كوب الشاي مع كسره بتاو وبعد الإفطار المتأخر، نخرج للذهاب إلى اللعب على الجسر، ثم بعد اللعب نذهب إلى ترعة الإبراهيمية للاستحمام وغسل هدومنا
ونعود إلى بيوتنا ليلاً؛ لنرى أهالينا..
ثم نعود لتناول العشاء مرة أخرى
ولكن عندما يأتي منتصف اليل (ساعة الصفر)كنا بنعمل غلطة بحُسن نيّة هذه الغلطة كانت الذهاب إلى قصب (العمدة)للإتيان ببعض العيدان ومصها ونحن جالسون على شريط قطبان اللقطار، ثم بعد ذلك يكون الذهاب إلى الجناين للحصول على الفواكه مثل الجوافة والمشمش، وعلى فكرة كنا بنذهب إلى هذه الأماكن من باب المغامرات وطيش المراهقة وما ننكرش انه من باب الحرمان والفقر بس والله كانت من أجمل أيام حياتي التي لاتنسى