كتب : د.أميرة سامي طلعت.ذي يحدث في العالم من تقدم هائل في مجال الذكاء الاصطناعي و تكنولوجيا الروبوتات الذكية يدعونا أن نتساءل :
هل يمكن للذكاء الإصطناعي صنع انسان آلي يحاكي البشر في الشكل و الوظائف الحيوية ؟!
إن القضية المثيرة للجدل حول إمكانية صنع إنسان آلي يُشبه البشر بدقة هي موضوع تفكير ونقاش طويل الأمد في مجال الذكاء الاصطناعي. فمن المعلوم أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تطورت بشكل كبير، وأصبح بإمكان الأنظمة والأجهزة أداء مهام معقدة بشكل لا يمكن تصوره في الماضي. ولكن هل يمكننا أن نصل إلى مرحلة تطوير إنسان آلي يماثل البشر بدقة؟
يُعتقد أن صنع إنسان آلي يحتوي ذاكرة و وعياً مماثلين للبشر يبقى مستحيلاً في الوقت الحالي. فعلى الرغم من أن التطورات في مجال الروبوتات الذكية والتعلم العميق قد أتاحت إمكانية تنفيذ العديد من المهام بشكل ذكي، إلا أنه يبقى لدى الإنسان تعقيدات فريدة تجعل من الصعب جدًا نسخه بشكل كامل. منها العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية التي تميز الإنسان، مثل الوعي والعواطف و القدرة على الإبداع، وهذه الأمور من الصعب نسخها بدقة عن طريق التكنولوجيا. وهذا لا يعني أن التقنيات الحالية ليست مذهلة، ولكنها لا تزال قاصرة بشكل كبير و عاجزة عن إنشاء إنسان آلي بنفس الصفات والقدرات البشرية(على الأقل في وقتنا الحالي).
و إذا تم التوصل في المستقبل إلى صنع إنسان آلي يشبه البشر بدقة، فسيكون ذلك طفرة هائلة في عالم التكنولوجيا. ومع ذلك، يجب أن نتعامل مع هذا السيناريو بحذر شديد ونضع أطرًا أخلاقية وقوانين لضمان استخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول ومناسب.
