نجوى حجازى تحذركم من الطيور المهاجرة

ربما ما اكتبه في مقالي هذا لن يصدقه أو يُؤَمن عليه سوى من اغترب وذاق مرارة الغربة ، ولا أقصد بمرارة الغربة هنا سوى مرارة التعايش والتعامل مع أشخاص وجنسيات مختلفة ، تكتشف من خلال التعامل معهم أنك غير محبوب أو مرغوب في وجودك ، وتجد تهمتك التي ستحطمك وتهوي بك إلى قاع سحيقة هي مصريتك ، أجل !!!!حضارتك وتاريخك وهويتك واعتزازك بوطنك وأهلك وجيشك كل تلك الأشياء تثير غضب الآخرين ، وفي الغربة يجد هؤلاء أرضاً خصبة لإظهار أحقادهم الدفينة ، فلا تلبث أن تدخل في صراعات مع نفوس كارهة لك تعرفها جيداً ولكنك لا تستطيع توجيه أصابع الاتهام لها وإلا وقعت في شَرَك ما نُصب إليك .

وحتى لا أطيل في ذلك فلي عَتب على حكومتنا المصرية التي فتحت الأبواب على مصرعيها لتبني كل من ضيع وطنه وركن إلى أرض مصر وأهلها استغلالا لكرم أرضها وسخاء شعبها ، دون النظر إلى عواقب ذلك الأمر حتى لو كان ذلك من باب الإنسانيه التي لا يعرفها هؤلاء ولا يؤمنون بها ، ولن استدل على هذا بما يحدث على أرض مصر الآن أو على صفحات التواصل الاجتماعي من هؤلاء الضيوف ، ولكن سأروي قصة تؤكد أنه لا يجب بأي حال من الأحوال استضافة من ترك أرضه ورحل عنها في أزمتها ، وذلك لأسباب أهمها أن الإسلام يأمرنا في أبسط الأمور أن نتحرى ونختار بعناية ودقة ففي الزواج مثلاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ، و اعتبر الاسلام أن التولي يوم الزحف أي الهروب من الحرب هو من الكبائر ، ولم يفعلها المسلمون حتى في الحروب الكبيرة التي فاق فيها عدد الكفار عليهم ، فماذا لو أنكم علمتم أن ماحدث على أرض هؤلاء الضيوف لم يكن بين الكفار والمسلمين وإنما بين المسلمين أنفسهم ، فقد كنت في عملي وقت الحرب الدائرة وإذا بفلانة زميلة لي غائبة من جنسية عربيه تعرفونها جيداً ، فسألت عن سبب غيابها فقالوا لي لقد قُتل أخوها في الحرب ، فضايقني الخبر وقررت تقديم واجب العزاء لها ، وحينما قابلتها سألتها السؤال المعتاد كيف حدث هذا ومن قتله ؟ فردت بكل بساطة أن أخاها كان في صفوف داعش وخرج لقتال جيرانه وأهل بلدته وأصيب في هذا القتال ، وللأسف جماعة داعش لا تعالج جرحاها فتركته ينزف حتى مات !!!!!! هنا توقفت عن الكلام … ولأول مرة أعجز عن أن انطق بحرف ، والأسوأ من ذلك أنني شعرت بالندم لتقديم واجب العزاء ، بل شعرت بدوار وكأن الأرض تهتز من تحت قدمي وقلبي يرتجف وعقلي به ملايين الكلمات التي يريد أن يترجمها لساني ولا يستطيع ،فأنا لم اتخيل للحظة أن يقتل الشعب بعضه ، وأن تكون جماعة داعش لديها جيش من داخل الشعب ، وأن ما يحدث على أرض الواقع هناك هو حرب أهلية وأن داعش حقيقة وليست مسلسلاً تليفزيونياً .

فاعتقد أن استضافة مصر لهؤلاء وغيرهم كان من باب الرحمة الكاذبة التي أخشى أن تدفع مصر ثمنها غالياً في يوم من الأيام ، فماذا تنتظر مصر من شعب يقتل بعضه ويكره البلد والشعب الذي آوى إليه ، وهاهي بوادر الفتنة تظهر جلية على صفحات التواصل الاجتماعي أنهم أولى بالعيش على أرضنا من المسيحيين ، وبعد ذلك ندخل في صراع بين الإخوان وغيرهم ، ثم نجد استغلال حاجة الناس فيبدأ تنظيم داعش بالعمل على تجنيد من يحتاج للمال ، ولهذا ولكل ماذكرت اتقدم بالطلب للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريس الجهات المسئولة في الدولة من أجل البحث وراء ممتلكات هؤلاء والبحث وراء صفقات السلاح وعلاقات هؤلاء داخل مصر وخارجها ، وخاصة أن معظم هؤلاء مدعومون من جماعة الإخوان ومعظم أعمالهم تمويل منهم ، وأخشى أن تأتي الضربة من داخل مصر في عز انشغالها بحماية حدودها من الخارج .

ولذا احذروا الطيور المهاجرة .