مقالات

الاديبه نجوى حجازى للصوص الوطن “اخرسوا”

بقلم : نجوى حجازي.

 

نصيحة للصوص الوطن …. اخرسوا .

في ابيات لأحد الشعراء المعاصرين :

ببجاحة ووقاحة

وقلة حياء وجراءة

تسابقوا ..في سرقة الوطن

لم نر منهم شيئاً حسن 

الشعب أصابه الويل والشرر

وهم سمان كالعجول والبقر .

في تغريدة لابن الرئيس السابق مبارك يقول فيها ( القزم لا يستطيع أن يصنع المجد، لكن يصنع نفسه على تشويه من سبقوه ، ظناً منه أن الشعوب تنسى كيف تغيرت أحوالهم للأسوأ ،حينما قال أنا لها ،وهتبقى أد الدنيا .

استوقفتني تلك التغريدة ، التي صدرت عن ذئب ارتدى فجأة ثوب الحمل ، فأردت أن أرد على هذه التغريدة كي أُعيد الأشياء لنصابها الحقيقي ، فمن الطبيعي أن لا يرى مثل هذا الابن المدلل الذي لم يمتهن مهنة أو حرفة في حياته ، وحصل على مليارات الدولارات من قوت الشعب بالحيلة ، عظمة من يحكمه لأنه لم ير سوى نفسه وأطماعها فقط ، واعتقد أن القزامة تُنسب إلى حجم ما خلّفه والده من إنجازات لا تُذكر ، فنجد عصر والده الذي يفتخر به لم يكن به انجاز واحد سوى أنه كان رئيساً بدرجة موظف من الطراز الرفيع ، يعتبر الرئاسة مهنة مكتب ، صاحب أكبر رقم حققه رئيس في افتتاح مشروعات لا تتم ، وصاحب أجمل خطابات رنانة وأهمها خطاب عيد العمال الذي كان يختمه بمنحة عيد العمال التي كانت تعادل تقريباً العشرين جنيها ، وكان أفضل من يتحدث عن الطعام في خطاباته ، فلا أنسى إلى الآن وأنا طفلة صغيره خطابه عن الجمبري والبطيخ ، الذي نتج عنه أخطر قرارات في حياة المغتربين ألا وهو أن المغترب الذي يعيش في الخليج و(يقزفز ) الجمبري لا يستحق أولاده الالتحاق بالجامعات الحكومية ، أما عن البطيخ ، فلماذا يشتكي المواطن من غلاء سعر البطيخ ، لماذا يأكله في بداية الموسم ، عليه أن ينتظر لمنتصف الموسم ليرخص سعره .

وأما عن أمجاد حكمه فحدث ولا حرج ، فهل تريد أن أحدثك عن طوابير العيش التي كان يتصارع فيها الشعب حتى الموت ، أم عن حرب أنابيب الغاز ؟!!!!هل تذكر موتى العبّارات التي كان يمتلكها صديق والدك ، هل تذكر أن والدك رفض ترك متابعة المبارة من أجل أن يتخذ قراراً في العبارة التى كانت على وشك الغرق ؟!!!!

وأعتقد أنك تناسيت أكياس الدم الملوثة ، وحبوب الزراعة المسرطنة ، وصفقة الغاز لاسرائيل ، وبيع المصانع وتشريد العمال وتوقف الصناعة اللهم إلا لصديق عمرك الطبال الذي بين عشية وضحاها اصبح مالكاً لأكبر مصنع للحديد والصلب .

وحقيقة الشعوب لا تنسى من غيّر أحوالها للأسوأ ، فنحن شعب مصر لن ننسى العشوائيات التي كانت تحوي حوالي ١٢ مليون مصري ،و كيف كان يعيش الناس في المقابر ، وانتشار المخدرات والبلطجة ،ولن ننسى انحدار مستوى التعليم والصحة ، وقطارات الموت ، والارهاب ، وتغير سلوكيات الشعب المحترم المهذب لأسوأ مستوى بسبب البطالة وقلة المال ، وكيف أصبحنا أد الدنيا بتقارير عالميه على سبيل المثال ، أن مصر عام ٢٠٠٩ تصدرت المركز ١١٥ في مؤشر الفساد عالمياً من أصل ١٨٠ دولة .

وأنه في عام ٢٠١٠ كانت الحكومة متهمه بإهدار ٨٠ مليار جنيه في ابو طرطور والغزل والكهرباء .

لن ننسى أن حوالي ٤٥٪؜ من سكان مصر كانوا تحت مستوى خط الفقر ، هذا بالاضافه لانتشار أمراض الصدر والأنيميا والحساسية وأمراض المناعة .

ولن ننسى ثورة أهالي كفر الشيخ بسبب شُح المياه وقطعهم الطريق الساحلي على المارة لعل الحكومة تسمع وترى .

وهل ننسى أن مصر في عام ٢٠٠٧ كانت ثالث دولة في العالم كأكبر سوق لتجارة الأعضاء البشرية .

وهل ينسى المصريون من سرق أموال التأمينات والمعاشات إذا تاه ذلك عن ذاكرتك . 

للأسف ما ذكرته قليل من كثير من الإنجازات التي تمت في عهد والدك وعلى يديك أنت وأصدقائك من لصوص الوطن ، وللأسف الشعب وحده من دفع الثمن باهظاً، ولكن هذا الشعب الشريف ، لا يتغذى على الحرام ولا يقبله كما قبلته أنت وعائلتك ، بل من كرم هذا الشعب ترككم تأكلون النار في بطونكم ليعوضه الله يوم العوض عن حقه الذي ضاع في بطونكم ، يراكم ويسمع أحاديثكم متعجباًً ،فلا تتحدث عن الإنجازات دعها لصاحبها الذي بدأها والذي إذا تحدث كان حديثه من أرض الواقع وليس من أوراق مكتوبه بكلمات رنانه كما كان يصنع والدك جعجعة بلا أفعال وخطط بلا إنجاز ووعود آجلة لا تتحقق ، فإذا كنت لا تفقه حديث الرجال فلا تحاول تفسير كلام رئيسك ، ولا تتحدث عن السرقة مرة ثانية ، إلا إذا قصدت أن الرئيس السيسي سرق أحلامكم في الزعامة وأغلق أمامكم مقدرات الوطن وحرمكم خداع هذا الشعب مرة أخرى ، مصر لا تحتاج من يشرح مكانتها ، ولا يُظهر قوتها التاريخية ، لأنها معلومة ظاهرة كقرص الشمس ، ولكن مصر كانت تحتاج رجلا شريفاً محباً مخلصاً كقائدها ، والذي مهما تكبدنا من صعاب ونحن نراه يبنيها سنقف خلفه داعمين مؤيدين ، فبطوننا الجائعة لا تعنينا في سبيل بناء الوطن ، وتركنا لأمثالك الكرش الممتلئ بالحرام ، ولذا يا لصوص الوطن ….اخرسوا .

مقالات ذات صلة

‫32 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى