مقالات

سلطان الأباريق.

كتب : شحاتة ذكي

يحكى أن رجلاً كانت وظيفته ومسؤوليته ( في عهد السلاطين ) هي الإشراف على الأباريق لحمام عمومي، والتأكد من أنها مليئة بالماء بحيث يأتي الشخص ويأخذ أحد الأباريق ويقضي حاجته ،ثم يرجع الإبريق إلى صاحبنا، الذي يقوم بإعادة ملئها للشخص التالي وهكذا.
في إحدى المرات جاء شخص وكان متعجلاً فأخذ أحد هذه الأباريق بصورة سريعة وانطلق نحو دورة المياه، فصرخ فيه مسؤول الأباريق بقوة وأمره بالعودة إليه . فرجع الرجل على مضض، فأمره مسؤول الأباريق بأن يترك الإبريق الذي في يده ويأخذ آخر بجانبه، فأخذه الشخص ثم مضى لقضاء حاجته، وحين عاد لكي يسلم الإبريق سأل مسؤول الأباريق: لماذا أمرتني بالعودة وأخذ إبريق آخر مع أنه لا فرق بين الأباريق ؟
فما كان من مسئول الأباريق إلا أن قال متعجباً : إذن ما عملي هنا؟!

إن مسؤول الأباريق هذا يريد أن يشعر بأهميته وبأنه يستطيع أن يتحكم في خلق الله وأن يأمر وينهى فيهم . مع أن طبيعة عمله لا تستلزم كل هذا ولا تحتاج إلى التعقيد، ولكنه يريد أن يصبح سلطان الأباريق .
إن سلطان الأباريق هذا موجود بيننا في جميع المؤسسات وفي كل مكان يتعامل فيه المواطن مع أي مصلحة حكومية .
إنها عقدة الشعور بالأهمية ومركب النقص بالقوة والتحكم بخلق الله! فثقافة سلطان الأباريق هذه تنسحب علي الكثير من المسئولين لكي يوهموك بأنهم مهمون .
وما علموا أن أهميتهم تنبع من كراسيهم أكثر من ذواتهم!!
ولقد جاء في الحديث الشريف
((اللهم من رفق بأمتي فارفق به ومن شق عليهم فشُق عليه)) .

إنها دعوة إلي كل مسئول لتبسيط الأمور لا تعقيدها ولتسهيل الإجراءات لا تشديدها وللرفق بالناس لا أن نشق عليهم .
“إن في قضاء حوائج الناس لذة لا يَعرفها إلا من جربها،
فافعل الخير مهما استصغرته فإنك لا تدري أي حسنة تدخلك الجنة”.

مقالات ذات صلة

‫37 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى