“اشتباكات السودان تستمر والسكان يتحملون أعباء الأزمة”
تتواصل المعارك الدامية في السودان، وخاصة في العاصمة الخرطوم، بين قوات الجنرالين المتصارعين على السلطة، وتدخل الحرب شهرها الثاني بلا حلول تذكر، مما يهدد بدفع البلاد إلى حافة الانهيار. وفي ظل هذا الوضع، شن الجيش غارات جوية، الاثنين، على مناطق مختلفة في الخرطوم، محاولا صد قوات الدعم السريع. واستعرت المعارك في العاصمة ومدينتي بحري وأم درمان، رغم المحادثات التي جرت في جدة بين طرفي الصراع بهدف تأمين وصول المساعدات الإنسانية وتحقيق وقف إطلاق نار.
هذه الحرب أسفرت عن سقوط أكثر من 750 قتيلا وآلاف الجرحى، بالإضافة إلى قرابة مليون نازح ولاجئ، فيما أصبح الوضع الاقتصادي صعبا، وانعدام السيولة وارتفاع الأسعار يعاني منهما الشعب السوداني. وقد أصبح معظمهم محرومين من المساعدة الغذائية الدولية بعد أن نهبت مخازن المنظمات الإنسانية، بالإضافة إلى تعليق الكثير من هذه المنظمات عملها بعد مقتل 18 من موظفيها. وتعرضت بعض البنوك للنهب ولم تفتح أبوابها منذ 15 نيسان/أبريل، مما أدى إلى ندرة السيولة وارتفاع الأسعار بشكل حاد.
بالإضافة إلى الخرطوم ودارفور، انتشرت الاشتباكات إلى مناطق أخرى وسجلت أعمال عنف عرقية في ولايتي غرب كردفان والنيل الأبيض أدت إلى مقتل أكثر من 50 شخصا. وفي الوقت الحالي، تجري محادثات مكثفة في جدة بالسعودية حول وقف إطلاق نار “إنساني” للسماح للمدنيين بالخروج وإتاحة المجال لدخول المساعدات.وفي ظل هذا الوضع المعقد، يعيش سكان الخرطوم الخمسة ملايين مختبئين في منازلهم، في انتظار وقف لإطلاق نار لم يتحقق حتى الآن، فيما تستمر الغارات الجوية والمعارك بالأسلحة الثقيلة ونيران المدفعية التي تطال حتى المستشفيات والمنازل.