ألمانيا تتفاوض مع ست دول لترحيل المهاجرين

وتجري ألمانيا حاليا مفاوضات مع ست دول على الأقل بشأن إبرام اتفاقيات “شراكة الهجرة”. وتمكن هذه الاتفاقيات ألمانيا من إعادة الأشخاص الذين لا يحق لهم البقاء هناك إلى بلدانهم الأصلية، كما تهدف إلى تنظيم هجرة العمال المهرة إليها.

وقالت وزارة الداخلية الألمانية لوكالة الأنباء الألمانية، إن المفوض الخاص المعين لإبرام الاتفاقيات التي أصبحت تعرف باسم “شراكات الهجرة”، يواكيم ستامب، يجري حاليا مباحثات سرية مع عدة دول.

ويرى الائتلاف الحاكم في برلين، المكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، أن اتفاقيات الشراكة المتعلقة بالهجرة هي المفتاح لتنظيم الهجرة إلى ألمانيا.

وسبق أن اتفقت الأطراف الثلاثة في اتفاق تشكيل الائتلاف على تعيين مفوض خاص لهذا الغرض. وبدأ ستامب، وهو عضو بارز في الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، عمله في الأول من فبراير/شباط من العام الجاري.

وفي أوائل ديسمبر/كانون الأول 2022، تم التوقيع على أول “اتفاقية شراكة للهجرة والتنقل” مع الهند، والتي دخلت حيز التنفيذ منذ مارس/آذار الماضي، لكنها تظل الاتفاقية الوحيدة المبرمة حتى الآن.

غير أن ألمانيا وقعت على إعلاني نوايا على الأقل مع البلدين الواقعين في آسيا الوسطى، أوزبكستان وقرغيزستان، وكان الإعلان الأخير قد تم التوقيع عليه يوم الجمعة الماضي خلال قمة آسيا الوسطى مع المستشار الألماني أولاف شولتس.

في الواقع، يأتي عدد قليل جدًا من طالبي اللجوء حاليًا إلى ألمانيا من هذين البلدين، اللذين كانا في السابق تابعين للاتحاد السوفييتي. ووفقا لإحصائيات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، فقد قدم 60 شخصا من قيرغيزستان و100 شخص من أوزبكستان إلى ألمانيا خلال الفترة من يناير إلى أغسطس من العام الجاري.

وإجمالاً، تلقت ألمانيا أكثر من 220 ألف طلب لجوء خلال هذه الفترة، كان عددها من كينيا (272 طلباً)، وكولومبيا (2037 طلباً)، ومولدوفا (2124 طلباً)، ولا تعتبر هذه الدول أيضاً من الدول الرئيسية. الأصل الذي يصل منه اللاجئون. احتلت جورجيا (7405 طلبًا) مرتبة أعلى قليلاً في الإحصائيات.

وأمس الاثنين، أعرب المستشار أولاف شولتس عن تفاؤله مرة أخرى خلال مناقشة عامة في هامبورغ بشأن إبرام المزيد من اتفاقيات الهجرة قريبا، وقال: “لقد كان هناك بالفعل الكثير من المبالغات حول هذا الموضوع، لكنني سأقولها بهذه الطريقة: نحن حقا نفعل ذلك الآن وقد قطعنا شوطا طويلا للغاية.”

وأشار شولتز إلى أنه تم الآن صياغة نموذج للاتفاقيات وتعيين مفوض خاص، مضيفا أنه يثير هذه القضية دائما خلال لقاءاته مع رؤساء الدول والحكومات الآخرين، معربا عن توقعه أن يحظى هذا النهج بتأييد المواطنين. .

يشار إلى أن ألمانيا تشهد جدلا حادا حول الهجرة واللجوء داخل أحزاب الائتلاف الحاكم، وكذلك بين الحكومة والمعارضة. وعرض زعيم المعارضة فريدريش ميرز على المستشار شولتز العمل معًا للبحث عن حل في سياسة الهجرة.