مسرح هارولد بنتر امتداد لمسرح العبث وتأصيل لكوميديا التهديد

في مثل هذا اليوم ولد الكاتب المسرحي البريطاني هارولد بينتر. بدأ حياته ممثلاً، ثم أصبح من أشهر الكتاب المسرحيين وحصل على جائزة نوبل للآداب عام 2005، بسبب أعماله التي تكشف الهاوية الموجودة خلف قوى القمع في غرف التعذيب المغلقة. وهذا ما أوضحته الأكاديمية السويدية التي منحت الجائزة. .

يهتم مسرح بنتر بالقضايا الفلسفية ويتعمق فيها بطريقة تختلف عن أي كاتب آخر اهتم بهذا المجال، وينتمي مسرحه إلى مسرح الغموض لأنه تأثر بكتاب العبث، وخاصة صامويل بيكيت، كما تأثر أيضًا بتشيخوف، ودوستويفسكي، وهمنغواي.

لغة الحوار في مسرحيات بنتر لها مميزات خاصة لن تجدها عند أي كاتب مسرحي آخر. يستخدم الكلمات لأغراض أخرى غير الأغراض المعتادة. يخلق من إيقاع الكلمات شعوراً بالخوف والتهديد. حتى مسرحياته الكوميدية وُصفت بـ”كوميديا ​​التهديد”، وأطلق عليه النقاد لقب “شاعر الصمت” لأنه كثيرا ما يستخدم فترات الصمت في الحوار، ويهدف بذلك إلى جعل المشاهد يتخيل الاضطرابات النفسية أو المخاوف المختلفة. والمشاعر التي تتأجج في نفسية الشخصيات.

بدأ بنتر كتابته المسرحية بمسرحية «الغرفة»، ثم كتب «حفلة عيد الميلاد»، لكن مسرحية «الناظر» التي قدمها عام 1960 كانت أنجح وأشهر مسرحية جعلت منه شخصية مسرحية مهمة. . وبعد ذلك توالت أعماله المسرحية التي ترجمت وعرضت في جميع أنحاء العالم.

ومن أبرز أعماله المسرحية: مسرحية “العودة إلى الوطن” التي استعرض فيها تأثير الأنظمة القمعية والديناميكيات الاستبدادية في زيادة مستوى التشتت الفردي. كما له مسرحية بعنوان «الخيانة» عن العلاقات الزوجية وتعقيداتها، ومسرحية تعرض مراراً وتكراراً «لغة الجبل»، وله أعمال للسينما. منها : المحاكمة (1993) أو The Trial، وهو من بطولة أنتوني هوبكنز، كايل ماكلاشلان، جايسون روباردز، وأخرجه ديفيد هيو جونز، وقدم فيلمًا آخر وهو حكاية الخادمة (1990) أو The Handmaid’s Tale من بطولة: روبرت دوفال، فاي دوناواي، إيدان كوين، ناتاشا ريتشاردسون، إليزابيث ماكجفرن، فيكتوريا تينينت وأخرجه فولكر شلوندورف.

الكاتب المسرحي هارولد بينتر ناشط سياسيًا. وكان مدافعا شرسا عن الحقوق والحريات. وعارض بينتر مشاركة بلاده في غزو أفغانستان كما عارض حرب العراق. فقد وصف الرئيس الأميركي جورج بوش بأنه “مجرم جماعي”، وشبهه بهتلر، ووصف رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بأنه “أحمق”.