"قصاصين الأثر" مهنة لم يهزمها الـGPS.. كيف تكشف بصمة القدم على رمال الصحراء؟

ومن المعروف أن القصاصين يمارسون مهنتهم في مختلف الصحاري ويشتهرون بها في مختلف مناطقهم. ومن المعروف أيضًا أن هذه المهنة تعتبر من مهام تنمية الذكاء الفطري وتزداد خبرتها مع مرور السنين. وهي مهمة موروثة لا تدرس ولا تدرس في الكتب والمدارس، فهي من المهن التي قد تكون… أقلية في المناطق الصحراوية يمكن أن تعرفهم ويعرفون بالاسم .

وأكد محمد طاهر لحماد، أحد الرعاة في مدينة حلايب التابعة لمحافظة البحر الأحمر، وهو الأشهر في قبيلته التي ترجع إلى قبائل البجا، أن هذه المهنة ورثت عن آبائه وأجداده، و ومع الوقت تمكن من ممارستها وأصبح من المحترفين فيها، حيث يستطيع التعرف على آثار الأقدام ويستطيع تحديد الخصائص الجسدية للشخص من آثار أقدامه.

وأضاف محمد طاهر، التتبع في صحراء حلايب، أن التتبع لا يقطع الآثار من نفسه، ولا يتتبع أقدام الناس في الصحراء وفي الطرقات، بينما يطلب منه ذلك أولا، بصفته صاحب الأرض. تأتي إليه المسروقات وتطلب منه تتبع آثار الأقدام التي تمكنت من الوصول إلى مواشيه ومنزله ومزرعته وما إلى ذلك. .

وأوضح أن القصاص واضح منذ بداية الأمر إذا لم يتمكن من التعرف على قدمي السارق. وعليه أن يخبر من استدعاه ليتبين قلة علمه، موضحا أن هذه المهنة من حيث تدريسها لا تضلل الناس وتخلق مشاكل بينهم، بل على العكس، هذه المهنة استطاعت أن تحل مشاكل كبيرة بين أبناء القبائل. مناطق مختلفة في حلايب وشلاتين .

وتابع: في أغلب الأحيان، وأكثر الحالات التي يلجأ إليها أهل الصحراء كمقتفيين هي فقدان الإبل في الصحراء، التي تترك أياما لترعى ثم تختفي فجأة. في ذلك الوقت، يلجأ الأهالي إلى أدوات التتبع لتتبع آثار الإبل ومعرفة أين ذهبت أو ما إذا كان هناك من يقف خلفها ليأخذها إلى مكان ما. ما أو واحد من تلك الأثقال يركبه من يسوق الإبل ويظهر من نعال البعير .

وكشف محمد طاهر أنه يستطيع التعرف على آثار أقدام الشخص إذا كان مشبوهاً من بين آلاف الأقدام، حتى لو كان يسير وسط مجموعة أو حتى بدون «حذائه». يمكن التعرف عليه من عدة أقدام إذا كان يشتبه في قيامه بسرقة شيء ما. .

من ناحية أخرى، قال عبد الكريم جاد المولى، أحد العاملين في القطاع الحكومي بمدينة حلايب، إن تتبع الآثار في حلايب من الأمور العامة في تقصي الحقيقة وإثبات الحق، كما قال تعرض للسرقة منذ عدة سنوات في حلايب ولجأ إلى أحد المقتفيين، وبعد أن رأى آثار السارق ووصفه. كان هناك شخص يبدو عليه الريب، فدعاه إلى منزله مع شخص آخر. ولجأ صاحب المسروقات مرة أخرى إلى قطع الآثار، للتأكد مما إذا كان الأثر الأول متشابها أم لا، فتبين أنها متطابقة..