مقالات

فاتحة الانتصارات .. غزوة بدر ١٧ رمضان .. نصرا مبين

بقلم:  بسمة الخوجى

كانت غزوة بدر فى اليوم السابع عشر من شهر رمضان المعظم ،والموافق  الأربعاء ٢٧ من شهر مارس عام ٢٠٢٤ ،فشهر رمضان المعظم شهر الفتوحات والخيرات والانتصارات ،وبداية لكل مخرج وفرج وتمكين من الله عز وجل. 

وأول ما نتذكره فى هذا الشهر الكريم من الأحداث الكبيرة والمهمة للمسلمين ،هى غزوة بدر الكبرى التى انتصر فيها المسلمون بقيادة رسول الله سيدنا محمد أشرف خلق الله عليه صلوات الله وتسليمه ،
على جحافل الكفر وأرباب الباطل من قريش. 

وكان موقع الغزوة فى أرض بدر وهى محطة لمرور القوافل المتجهة إلى الشام والعائدة إلى مكة المكرمة ،
وكانت تمثل سوقا من أسواق العرب المشهورة ، ساعدها فى ذلك موقعها الجغرافي بين مكة والمدينة أسفل وادى الصفراء ،

وكانت أسباب الغزوة عندما أذن بالجهاد فى العصر المدنى، فبلغ المسلمون بتحرك قافلة كبيرة تحمل أموالا عظيمة لقريش عائدة من الشام ،
يقودها أبى سفيان صخر بن حرب. 

فانتدب سيدنا محمد “صل الله عليه وسلم”
أصحابه للخروج ولم ينتظر سكان العوالى وتعجل،
بمن كان على استعداد للخروج ، فهم خرجوا لأخذ القافلة سريعا ،ولم يكن خروج المسلمين بكامل طاقتهم العسكرية فى غزوة بدر الكبرى.

فواجهوا جيش قريش ولم يكن هذا فى حسابهم وكان عدد المسلمين الذين خرجوا ٣٠٠ وبضعة عشر رجلا ،
منهم من الأنصار بضع وأربعين ومائتين ، ولم يكن معهم إلا اثنين من الفرسان وسبعون بعيرا ، فعلم أبو سفيان بخروج المسلمين لأخذ القافلة فسار بها من طريق الساحل. 

وأرسل لأهل مكة خبر واستعدت قريش للخروج وحشدت كل طاقتها وصلوا إلى ألف مقاتل ومائتى فرس ،وكل هذا الحشد لإنها خشيت من ضرب اقتصادها وتقليل مكانتها. 

ووصل المسلمون إلى بدر قبل المشركين وأشار الحباب بن المنذر رضى الله عنه على “النبى صل الله عليه وسلم”أن يجعل ماء بدر خلفه فقبل النبى صل الله عليه وسلم مشورته. 

وأخذ برأيه وهنا يتضح لنا أخذ سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، بالنصح والتواضع والمشورة وأخذ لرأى الآخر مادام هذا فى مصلحة المسلمين وإعلاء لدين الله عز وجل. 

وبعد ما حدث فى الغزوة انتهت بالنصر للمسلمين ،
فكانت نتائج هذه الغزوة الكبرى ، إن المسلمين اكتسبوا فيها مهارة عسكرية وأساليب جديدة فى الحرب ، وشهرة واسعة داخل الجزيرة العربية وخارجها ورفع مكانة الرسول “صل الله عليه وسلم “
وإعلاء لدين الله تعالى ، أما قريش فكانت خسارتها فادحة. 

بالإضافة إلى أن مقتل أبى جهل بن هشام” وأمية بن خلف “وعتبة بن ربيعة “وغيرهم من زعماء الكفر “
الذين كانوا من أشد القرشيين شجاعة وتعصب وقوة،
فلم تكن خسارة حربية لقريش فحسب بل كانت خسارة معنوية أيضا. 

وأن المدينة لم تعد تهدد تجارتها فقط بل أصبحت تهدد أيضا سيادتها ونفوذها فى الحجاز كله،
وبذلك تعد غزوة بدر رغم صغر حجمها معركة فاصلة فى تاريخ الإسلام. 

ولذلك سماها الله عز وجل بيوم الفرقان قال تعالى ﴿ومآ أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان﴾

ففرق الله بها بين الحق والباطل وأعلى فيها كلمة الإيمان على كلمة الباطل ،وأظهر دينه ونصر نبيه وحزبه.

ندعوا الله عز وجل أن يجعل هذا الشهر المبارك الفضيل، نصرة لدين الله وللأمة الإسلامية ،
وأن ينصر أهلنا فى فلسطين الحبيبة وينصر أهل غزة والسودان وكل الأمة الإسلامية .

كل عام وكل الأمة الإسلامية بخير وعزة ونصر من الله قريب …

مقالات ذات صلة

‫16 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى