نجوى حجازى تسأل ..هل كسر النائب أبو هشيمة حاجز الفكر القديم لدى الحكومة ؟!!!

عن العلم قيل :
العلم يبني بيوتا لا عماد لها
والجهل يفني بيوت العز والكرم.
ربما تلك المرة الأولى التي اسمع في مجلس الشيوخ رأياً مبنياً على دراسة لم نألفها في مصر ، فقد تعودنا منذ نعومة أظفارنا أن مجلس الشيوخ مجلساً يتسم بالصمت ، ومجلس الشعب يتسم بالصخب ، ونخرج من المجلسين ونحن على يقين أن الصمت والكلام غير نافعين فليس هناك أمل يُرجى ولا فائدة تُجنى .
ولذا فقد وجدت في الدراسة المقدمة من النائب أحمد أبو هشيمة شيئاً جديداً ، يحمل الكثير من جوانب القوة في هذه الدراسة ، فهي ليست مبنية على نظريات لا وجود لها على أرض الواقع ، وإنما هي دراسة تحوي الجانب المرجو منها والذي يمكن تفعيله على أرض الواقع ، والشئ الآخر الذي يُحسب لهذه الدراسة أنها شملت الجانب الإنساني ولم تغفل دوره ، فكل فكرة حديثة لها من الجوانب الإيجابية ما يماثلها من الجوانب السلبيه ، وما أثار إعجابي فيها انه تحدث عن عدم تهميش دور الإنسان ، لأن الهدف الأساسي من اختراع تلك الفكرة هو الاستغناء عن العنصر البشري إلا فيما ندر و عجز الذكاء الاصطناعي عن فعله ، وكانت تلك الفكرة تمهيداً لمحاولة القضاء على العنصر البشري .
وربما يتساءل البعض عن مدى حاجة مصر لاستخدام الذكاء الاصطناعي في ظل وجود البطالة والتضخم ؟
فارد من خلال ما ورد في الدراسة المقدمة بأن الذكاء الاصطناعي يقوم بمهام صعبة يصعب على الإنسان إنجازها ويستطيع العمل على مدار الساعة دون كلل أو تعب وهذا يتيح فرصاً أكثر لعمل الإنسان فمثلاً على المستوى الزراعي تستطيع الدولة زراعة ملايين الأفدنة في وقت وجيز ، واستثمار المحاصيل في التصدير والبيع داخل مصر ، فلو استعنا بالتكنولوجيا في تقسيم الأرض وبذر البذور وطريقة الري وتنظيم عملية الزراعة لوجدنا وقت الحصاد الحاجة للعنصر البشري تقدر بالآلاف من أجل عمليات كالفرز والتحضير والتجهيز للتغليف وخلافه ، وهذا العمل لن يكون موسمياً بل طيلة العام لاختلاف المحاصيل ومواسم زراعتها .
وبالمثل في المجال الصناعي الذي للأسف مازلنا نستورد حتى الآليات البسيطة والتي لو حصرت مصر المليارات المدفوعه في استيرادها وسخرتها في الصناعة لوفرت مالا وعملة صعبة وطرحت آلاف الفرص من العمل للشباب .
ولم يقف الحد عند مجالات الزراعة والصناعة بل تفوق أيضاً في المجال الطبي ،مثل السرعة في اعداد تقارير المرضى وإنشاء الملفات الخاصة بهم بدلا من إعادة المريض للفحوصات والتحاليل التي تجعله يبدأ من جديد .
ومن هنا أجد أن هذه الدراسة وفكرة تخصيص وزارة للذكاء الاصطناعي ودعوة شركاء استراتيجيين لبدء العمل فيها بداية لفكر جديد ورؤية مستقبلية تفتح أبواب مصر للوقوف على اعتاب الخروج من عباءة العوز والاحتياج الدائم إذا ماتم تبني الدراسة بشكل جيد .
ولكن يبقى السؤال الأهم دائما هل ستأخذ الحكومة تلك الدراسة بعين الاعتبار لأهميتها أم سترى أن النائب أبو هشيمة كسر حاجز الفكر القديم لدى الحكومة ؟!!!!
.
ً