مقالات

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الإعجاز فى حاسة البصر

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الإعجاز فى حاسة البصر
بقلم \  المفكر العربي الدكتور خالد محمود  عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن حاسَّةَ البصر تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعدَ السمع، وهي من أكبر النِّعم التي أنعمها الخالق سبحانه وتعالى على الكائنات كلها؛ حيث تُعدُّ مرآةَ الجسم وآلة التمييز، والنافذة التي يُطِلُّ منها الإنسان على العالم الخارجي، ويكشف عن أسرار الأشكال والأحجام والألوان، فهي وسيلة الإنسان للإبصار والتفكر في خلق السماوات والأرضين، والكائنات بشكل عامٍّ، وصدق رب العزة إذ يقول: ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [العنكبوت: 20].
حاسة البصر:
نعمة البصر تعتمدُ على العين، وكما هو معروف لدينا جميعًا أن العين أغلى ما يمتلكه الإنسان؛ فهي الدرة الثمينة التي لا تُقدَّر بثمن، وقد سَمَّاها الله تعالى الحبيبةَ والكريمةَ؛ كما جاء في حديثٍ رواه البخاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل قال: إذا أخذتُ كريمتَيْ عبدي – وفي رواية حبيبتَيْ عبدي – فصبَرَ واحتسب، لم أرضَ له ثوابًا دون الجنة)).
وخلقُ العين مِن أعظم أسرار قدرة الله تعالى؛ فهي مع صِغَرها بالنسبة لكل المخلوقات مِن حولها، فإنها تتَّسِع لرؤية كل هذا الكون الضخم بما فيه السماوات والأرضون والبحار وكل الكائنات، فمن خلالها يحصل الإنسان على معظم معلوماته، ويكتسب معظم خبراته عن العالم المحيط به.
عين الإنسان إعجاز وإبداع:
فالإنسان له عينانِ – يمنى ويسرى – موجودتان في مقدمة الجمجمة، ولهما فراغ خاص، والعين الواحدة عبارة عن غرفة كروية الشكل، يتركب جدارها من ثلاثة أغلفة أو طبقات متتالية:
1- الغلاف الخارجي: يُسمَّى بالصُّلبة، وهي الطبقة الخارجية للعين التي يتكوَّن منها بياض العين، وهي صُلبة نسبيًّا، وتعطي للعين شكلَها المحدَّد، وتحيط الصلبة بمعظم كرةِ العين إلا الجزء الأمامي الذي هو قرنية العين الشفافة.
2- الغلاف المتوسط أو المشيمية؛ وذلك لاحتوائها على شبكة غنية بالأوعية الدموية التي تُغذِّي العين وتُغطِّي ثُلُثَي كرة العين فقط الجزء الخلفي.
3- الغلاف الداخلي أو الشبكية، وهي الجزء الحسَّاس مِن العين؛ لأنها تتألَّف مِن النهايات العصبية العديدة التي تتجمَّع معًا لتعطي “العصب البصري”، وهي تغطي ثُلُثي كرةِ العين مِن الداخل (الجزء الخلفي)؛ فهي الطبقة الحسَّاسة للضوء والرؤية، وتضم حوالي 140 مليون خلية عصبية بصرية، كلٌّ منها تعمل مثلَ آلة تصوير تلفزيونية، فتلتقط جزءًا من الصورة المعروضة أمام العين، ثم تنقلها إلى العصب البصري الذي ينقلها إلى الدماغ ليُعِيد تجميعها في صورة واحدة.
حركة العين: تُوجَد 6 عضلات خارجية لكل عين، تربط كرة العين بالجمجمة ببياض العين (غشاء ليفي خارجي)، وتقومُ العضلات بتحريك العين في كل الاتجاهات، فحركة العينينِ سريعةٌ تتوافَقُ مع بعضِها البعض، وإذا اختلفت إحداهما عن الأخرى تحدث الازدواجية في الرؤية؛ حيث جُعِلت الحركة لكل عين بتوازنٍ دقيق يمنع تداخل حركة العينين، وبالتالي يرى الشخص صورةً واحدة.
الجسم الزجاجي: يملأ كرة العين بالجسم الزجاجي، وهو عبارة عن جسم هلامي شفَّاف يحافظ على كرويتها، وقد هيَّأ الله عز وجل للعين ضغطًا يحافظ على شكلها، وهذا الضغط يكون بين 10 – 20 مللي زئبق، فإذا ارتفع أو انخفض يضر العين.
وتمتدُّ الصلبة إلى الأمام لتغطي قرنية العين، وهي شفَّافة تمامًا لتسمح بمرور الأشعة الضوئية إلى الداخل، وتستقر خلفها عدسة العين، وهي شفافة أيضًا لنفس السبب، ووظيفة العدسة هي تجميع الأشعة الضوئية الصادرة من مختلف المرئيات، وإسقاطها على الشبكية، وعن طريق العصب البصري تنتقل إلى المخ حتى يستطيع الإنسان التعرُّف عليها، فإذا فقدت هذه الشفافية – كما في مرض إعتام العدسة الكتراكت – فإن المريض يفقد القدرة على الإبصار كليًّا أو جزئيًّا حسب تقدُّم المرض.
ما فائدة وجود العينين للإنسان؟
هذا فضلٌ كبير من رب العزة في رؤية الصور مجسَّمة بثلاثة أبعاد، وهذا ما يساعد في تحديد مواضع الأشياء وأحجامها وأبعادها عن موقع الناظر، كما أن العين تُكيِّف نفسها بالنسبة لرؤية الأشياء القريبة والبعيدة؛ فالعضلات تتحرك لتكيف وضع عدسة العين لترى بدقة ووضوح، كما أن حدقة العين تَضِيق وتتَّسِع وَفْقًا للضوء الذي تستقبله العين.
وللعين البشرية قدرةٌ باهرة على التمييز بين الأشكال والألوان والصور؛ فهي تستطيع التمييز بين 10 ملايين لونٍ مختلف، علمًا بأن أدق آلات التصوير التي اخترعها الإنسان حتى الآن لا يمكنها الوصول إلى هذه القدرة، فتبارك الله أحسن الخالقين.
حكمة ربانية للدموع:
إن من حكمة الخالق أن جعل العين تدمَعُ طيلة الوقت على مدى 24 ساعة، فالغُدَّة الدمعية تقع فوق العينين وتُفرِز الدمع بواسطة 7 – 10 قنوات صغيرة، فيَسِيل الدمع على العينين قبل أن ينتقل إلى الجيب الدمعي ومنه إلى القناة الأنفية.
وللدموع فوائدُ عديدةٌ؛ فهي سائل مالحُ الطعم، قلوي الخصائص، يُنظِّف الملتحمة ويرطبها، ويساعد على غسل وقتل البكتريا، كما يُسهِم في تغذية القرنية وحمايتها؛ حيث تحتوي الدموع على أنزيم مُطهِّر، ومِن عظمة الله أننا لا نشعر بها؛ لأنها تتكون وتتصرف، وعندما نشعر بها إذا زادت الكمية نتيجة لمؤثر خارجي، فلا تستوعبها المصارف، تنزل على الخد، وصدق رب العزة إذ يقول: ﴿ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ﴾ [المائدة: 83].
عظمة الله في خلق الجفون:
مِن عظمة الله تعالى أن العين تقع في تجويف عَظْميٍّ لحمايتها وتثبيتها من الخلف، أما من الأمام – حيث لا توجد حماية عَظْمية، وهذا طبيعي – فقد زوَّد سبحانه وتعالى العين بالجفون (علوية وسفلية)، وهي مثل الستائر المتحرِّكة، تظل مفتوحة لتسمح للعين بالرؤية، ولكنها تغلق عند وجود أي خطرٍ حمايةً للعين، وتلاحظ ذلك عند اقتراب شيء غريب مِن العين؛ حيث تقفل الجفون فورًا، وقد زوَّد رب العزة الجفونَ بعضلات تسمح لها بأن تظل مفتوحة طيلة الوقت دون إرهاق، وفي الوقت نفسه فإنها تُغلَق على فترات منتظمة؛ وذلك لتنظيف القرنية، ولإعادة توزيع الدموع على سطحها لتمنع جفاف العين.
هل تعلم أن للدموع طبقاتٍ؟
نعم، اكتشف العلم الحديث هذه الحقيقةَ، وما كنتُ أعرفها قبل ذلك، وكنت جالسًا مع الأخ الكريم أ.د/ إيهاب سعد أستاذ أمراض العيون، وأتحدث معه عن نعمة البصر، فقال لي: إن الدموع ثلاث طبقات:
1- طبقة مخاطية رقيقة ملتصقة بالقرنية، تسمح بثبات الطبقة الدمعية رأسيًّا ضد الجاذبية.
2- طبقة مائية، وهي تسمح بذوبان الأكسجين فيها لتغذية القرنية.
3- طبقة دهنية تمنع تبخُّر الدموع، وتحافظ على ثباتها.
وتتجلَّى عظمة الله تعالى في رؤية الأشياء بالألوان؛ حيث تتكوَّن نتيجة استثارةِ خلايا ضوئية للألوانِ الأساسية: (أحمر – أخضر – أزرق)، فعند بعض الثدييات – غير الإنسان – يوجد خليطٌ مِن الأحمر والأخضر يسمح لها بتمييز الفريسة ضد خلفية مِن اللون الأخضر.
إعجاز في الجفون:
لقد زُوِّدت الجفون بالرموش؛ فهي أهداب تعمل على حماية العين، وكذلك تعمَل كمصفاةٍ لمنع دخول الأتربة، وتلك نُلاحِظها إذا وقف الإنسانُ في مكانٍ به أتربة، فنجد ترسيبَ ذرَّات الأتربة على شَعر الرموش.
ومِن إعجاز رب العزة أنه إذا حلق الإنسانُ شَعرَ رأسِه، فإنه بمرور الوقت يطول الشعر ويعود كما كان، وإذا تركه الإنسان ازداد طولًا دون أن يقف عند حدٍّ مُعيَّن.
أما إذا نتفت رموش العين، فتعود الرموش وتنمو وتصل إلى طولها السابق، ثم تقف دون زيادة، فسبحان الله، فهي تعمل حارسَ أمن، وتصدق مقولة: إن (العين عليها حارس)، ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النمل: 88].
إعجاز مِن الهَدْي النبوي في إبقاء العين مفتوحةً أثناء السجود:
مِن الهَدْي النبوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان دائمًا يدعو إلى إبقاء العينين مفتوحتين أثناء السجود، وهذا منذ ما يقرب من 14 قرنًا، وها هو ذا العلم التجريبي يُثبِت الآن أن ذلك يعمل على عدم إضعاف النظر، كيف ذلك؟
إن عضلات العين تعاني من التصلُّب النسبي بمرور الأيام؛ مما يؤدي إلى عدم قدرتها على زيادة أو إنقاص تحدُّب عدسة العين بالشكل المطلوب، فاتِّباعُ السُّنة النبوية في صلاتك أن تبقى العين مفتوحةً أثناء السجود؛ لأنه عندما يقف المصلي للصلاة، فإنه ينظر إلى موضع السجود، فتبقى العين مُركِّزة على تلك المِنطقة، وعند الركوع تقترب العين مِن موضع السجود؛ مما سيُجبِر عضلات العين على الضغط على العدسة لزيادة تحدُّبها، وعند رفعك سترتخي العضلات ويقل التحدُّب، وعند السجود تنقبض العدسة أكثر من الركوع؛ لأن المسافة بين العين ونقطة السجود قريبةٌ جدًّا، وعند الرفع سترتخي، وهكذا فإن هذا التمرين ينفذ بشكل إجباري يوميًّا 17 مرة في الصلوات الخمس المفروضة في اليوم الواحد، إضافة إلى السنن والنوافل، فهذا فضل عظيم يؤتيه الله مَن يشاء.
بصمة العين:
مِن المعروف لدى الجميع أن لكل إنسانٍ بصمةً للإصبع يتميز بها، ولا تتكرر في غيره في مليارات البشر التي خلقها الله تعالى في كل بقاع الأرض، وقد أقسم ربُّ العزة على ذلك، فقال: ﴿ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾ [القيامة: 4].
وبعد بصمة اليدِ اكتشَف العلماء بصمةَ الصوت، وثبت أيضًا أنها لا تتكرر – بإعجاز إلهي – من شخص لآخر، وهذا ما تستخدمه البنوك عند فتح خزينة لشخص معين.
أما أحدثُ بصمةٍ توصَّل إليها العلماء، فهي بصمة العين، فقد ثبت أنه لا توجد بصمةٌ للعين تضاهي الأخرى، ومِن الإعجاز الرباني أيضًا أن بصمةَ العين اليمنى تختلف عن بصمة العين اليسرى للشخص الواحد.
وقد أمكن تكبيرُ بصمةِ العين بأجهزة خاصة 300 مرة، ووجد أن لكلِّ عينٍ بصمةً أمامية وبصمة خلفية، وبهما تُحدَّد هُوِيَّة الشخص، ويستحيل التزوير في شخصيته، وبصمةُ العينِ موجودةٌ في شبكية العين، وقد وجد العلماءُ أن مسار الأوعية الدموية يختلف من شخص لآخر في شكلها ومكانها وتفرعاتها، حتى الاختلاف بين العين اليمنى واليسرى للشخص الواحد، وكذلك فإن القزحية – وهي الجزء الملوَّن في العين، وتتحكم في كمية الضوء النافذة من خلال إنسانِ العينِ البؤبؤ – تتركَّب من نسيجين عضليين، وتجمُّعات من ألياف مَرِنة، وتتكون هذه الألياف بشكلها النهائي في الجنين وهو في بطن أمه، ولا تتغير أبدًا بعد الميلاد، فبهذا أصبحَت بصمة العين دليلًا قاطعًا لتحديد صاحبها.
غضُّ البصر رحمة من رب العزة:
فالعينُ مِن أعظم نِعَم الله على الإنسان، فيجب علينا أن نستعملها فيما يُرضي الله تعالى، ومِن أهم الأمور التي تحفظ على العين صحتَها وقوتَها، عدم استخدامها في معصية الله وإرهاقها في مشاهدة جهاز التلفاز، وما به من مصائب عديدة (أفلام وبرامج مثيرة)، فالعين والحواس كلها أمانة عند الإنسان، فهو مسؤول عنها، ويحاسب على سوء استخدامها؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، فالتحديق بالبصر فيما يجلب الفتنة والشهوة للنفس الإنسانية، شيءٌ يتنافَى مع الفطرة السليمة التي فطرنا الله عليها، وصدق المعصوم صلى الله عليه وسلم إذ يقول – فيما يرويه عن ربه تعالى -: ((النظرةُ سهم مسموم من سهام إبليس، مَن تركها مخافتي أبدلته إيمانًا يجد حلاوته في قلبه)).
فمِن المعروف لدى الجميع أنه إذا أراد الرجلُ جِماع زوجته، فإنه ينظر إليها، وتعدُّ هذه النظرةُ أشبهَ بالضغط على زناد السلاح، تنطلق على إثرها هرمونات جنسية تجوبُ أنحاء الجسم، هذه الهرمونات تعمَلُ على زيادة ضرباتِ القلب وتُوسِّع الأَوْرِدة المحيطة لإتمام عملية الانتصاب، وتُضيِّق الشرايين المتوسطة والصغيرة حتى تُوفِّر الدم للتدفُّق نحو الانتصاب، ويرفع الضغط، وتصل هذه الهرمونات إلى البروستات، فيغلق طريق البول، ويفتح طريق ماء الحياة، وتفرز مادَّة مطهرة وأخرى معطرة وكذلك مغذية، ويحدث مع ذلك كله تغيُّر في كيمياء الدم، هذا كله من أجل أن تتم عملية اللقاء الزوجي.
أما حينما يطلق الإنسان بصره طوال النهار والليل، فما الذي يحصل؟
تكونُ الإثارةُ مستمرَّةً دائمًا مع الإنسانِ الذي لا يغضُّ بصره؛ مما يجعله يعاني مشاكل عديدة، قد تصل إلى جهازه التناسلي؛ مثل احتقان البروستات، والضعف الجنسي، وأحيانًا العقم، إضافة إلى تهيُّج أعضاء جسمه؛ مثل: زيادة ضربات القلب وضغط الدم، وأشياء كثيرة أخرى تعمل على عدم توازن الجسم وأجهزته.
وقد أثبتت الدراسات الاجتماعية أن عدم غض البصر يورث الاكتئاب والأمراض النفسية، فغضُّ البصر له أثرُه الجيِّد على صحة الإنسان، على عكس النظر بشهوةٍ إلى الجنس الآخر، وما يصاحبه من تولُّد رغبات، وتحريك غرائز مكبوتة، فعلى المسلم الواعي ألا يُدخِل نفسه في هذا الحرج الشديد، وعليه معالجةُ نفسِه بذكر الله في كل وقت، وتذكير النفس دائمًا بأن الله سبحانه وتعالى يرانا ولا نراه، فأين لنا بمكانٍ يُمكِن أن نعصيَه فيه دون أن يرانا؟!
وصدق الرسولُ صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلمٍ ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغضُّ بصره، إلا أحدث الله له عبادةً يجدُ حلاوتها في قلبه))؛ رواه أحمد والطبراني.
وصدق رب العزة إذ يقول: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30].
فمستحيل أن يُشرِّع الله شيئًا إلا وله نتائج عظيمة، فعلينا أن نطبق أمر الله دون أن نُعلِّق التطبيق على فَهْم الحكمة، لكن حينما تكشف لنا الحكمة مِن وراء هذا التحريم أو التحليل، فإن القلب يزداد إيمانًا بعظمة الله تعالى وتشريعه؛ لقوله تعالى: ﴿ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا ﴾ [الفتح: 4].
أثر التدخين في العيون:
إن الدُّخَان المتصاعِد مِن فم المُدخِّن وأنفه، يصعَدُ في الاتجاه الأعلى، ويلامس العين بشكل مباشر، وبسبب ما يحتويه من مواد مُؤذيةٍ للعيون، فإننا نُلاحِظ عادةً – وبمجرد النظر المباشر إلى وجوه معظم المدخنين – أن عيونهم مُحتقِنة، وقد اختلط بياضها باللون الأحمر، وكذلك توجد التهاباتٌ بالأجفان والغدد الدمعية، ويزداد إفراز الدمع عندهم، وتحدث حرقة بالعيون، ويزداد الوضع سوءًا عند الذين يستعملون عدسات لاصقة.
فإن النيكوتين الموجود في دخان التبغ هو السبب الرئيس في تضييق الشُّعيرات الدموية الدقيقة في عين المُدخِّن مما يصيبها بالجلطات، ويكون الأمر خطيرًا عندما يكون المُدخِّن مصابًا بداء السكري، فالتدخين مع الإصابة بمرض السكري يُؤدِّي إلى فِقدان نعمة البصر كليًّا أو جزئيًّا.
وكذلك يؤدي دُخَان التبغ إلى تدميرِ شبكيَّة العين، فتتلف بعض خلاياها الحسَّاسة للضوء؛ مما يوصل الضرر إلى العصب البصري، ويبدأ بالضمور، وتخف حِدَّة الرؤية، فماذا تنتظر أخي المُدخِّن؟!
إن العلاج الوحيد والوسيلة الوحيدة للوقاية مِن هذه الأمراض – وغيرها كثير بأنحاء الجسم – هو التوقُّف التامُّ عن التدخين.
فالبصر نعمةٌ غالية وثمينة مِن المُنعِم سبحانه وتعالى، لا يقدرها إلا مَن فقدها، لذا يجب أن نُحافِظ عليها ونشكر الله تعالى على نِعَمه الكثيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى