نهب أمريكا لإحتياطي الذهب .. كيف نقلت الصهيونية الدور من بريطانيا إلي أمريكا.

تكتب بسمة مصطفى الجوخى الباحثة في الشؤون الدولية
فى سنة ١٩٤٨
امتلكت أمريكا مناجم ذهب فى نورت كارولاينا الشمالية ،
وكان احتياطى أمريكا من الذهب تقريبا عام ١٩٤٨ تجاوز ال 20 ألف طن من الذهب وأكثر
وفى سنة <١٩٠٠> بلغ الاحتياطى من الذهب تقريبا 600 طن
وهذه النسبة كانت أقل من بلاد أخرى أولهم روسيا وبريطانيا، وفرنسا،
وبعد الحرب العالمية الأولى زاد احتياطى أمريكا من الذهب وهذا بسبب تجارتها مع الدول التى دخلت فخ الحرب العالمية الأولى ،
وقامت أمريكا بتصدير السلع لهذه الدول مقابل الذهب وحينها بدأ احتياطى أمريكا للذهب ،
يرتفع ارتفاعا ملحوظا حتى وصل الاحتياطى سنة <1929> إلى حوالى 9000 طن
وقبل الحرب العالمية الأولى كانت عملة العالم الأولى والعملة الاحتياطى هى الجنيه الإسترلينى
وأثناء الحرب العالمية الأولى حدثت أزمة الكساد الأكبر وتوقفت عجلة الإنتاج
وكانت عملة الإسترلينى مربوطة بالذهب ،
ومع توقف الإنتاج والكساد ،
عملت بريطانيا على فصل العملة عن الذهب ،
وعلى مدار ١٥ عام منذ سنة <١٩٣٠ >إلى سنة <١٩٤٥>
ارتفع احتياطي أمريكا للذهب إلى أكثر من 20000 طن
وفى الأصل أن هذا الذهب هو حصيلة استعمار الدول لثروات الدول الإفريقية ،والآسيوية واللاتينية،
فخسرت الدول التى نهبت هذا الذهب عندما تم تصدير السلع من أمريكا لهم مقابل الذهب ،
وأصبح كل الذهب المسروق من الدول التى احتلت فى أحضان أمريكا ،
وفى عام ١٩٤٨ أصدر قانون بعدم تداول سبائك الذهب والعملات الذهبية ،
وتكون فقط حكرا على الدولة،
ومن يخالف ذلك يسجن ويتم الاستيلاء على كل ممتلكاته،
ثم ربطت أمريكا الذهب بعملة الدولار،
فارتفع سعر الدولار
بسبب أن من يملك الذهب ويسلمه ،
يأخذ الدولار بدلا منه وبسعر أكثر ،
وبهذه الطريقة جمعت الولايات المتحدة الأمريكية السبائك الذهبية من الناس والتجار،
وزاد احتياطى الذهب فى الفيدرالى الأمريكى ،
وعلى مدار ٢٠ عاما من الحرب العالمية الأولى ،
أصبحت أمريكا تمتلك أكبر احتياطي للذهب فى العالم ،
وبعد ما جمع هتلر الذهب بكل اشكاله من الدول التى استولى عليها ،
ووضعه فى منجم “ميركرز”
وبعد ذلك تم تقسيمه على أمريكا وفرنسا وبريطانيا ،
وبعد تدمير هتلر لمعظم الدول ،
تبنت أمريكا فكرة الإعمار كالعادة كدور “حامى الديار المزعوم”
وكان ذلك مقابل أن الدولار سيكون العملة الأولى فى العالم ،
وتصدير السلع سيكون مقابل الذهب
من الدول التى ستعمل أمريكا على إعمارها
وفقا لقانون ” مارشال”
وكان ذلك تجهيز لجعل أمريكا هى الدولة المهيمنة والمتحكمة فى العالم،
بعد ما ظهرت أمام العالم كأنها الملاك الذى يقف فى وجه هتلر وكل النازية ،
وبعد الحرب العالمية الثانية أصبح النظام العالمى هو السائد وبكل منظماته ” وعملة الدولار هى الأولى فى العالم ،
وهى التى فقط تقبل التحويل إلى الذهب،
وبعدما ظهر الاتحاد السوفيتى بقوة فى الحياة السياسية والاقتصادية ،
هنا لعب غرور الولايات المتحدة الأمريكية ،
كقوة عظمى فى العالم ،
وأصبحت تواجه الاتحاد السوفيتى ،
وتدخل فى حروب فى كل مكان ،
حينها أصبحت أمريكا تطبع الدولارات،
وكأن التاريخ يعيد نفسه ،
عندما فعلت الدور الأوروبية نفس الشئ أثناء الحرب العالمية ،
وبعدما وصل احتياطى أمريكا فى عام <١٩٦٦ >
تقريبا إلى أكثر من 22000 طن،
فتراجع احتياطى أمريكا من الذهب بسبب الحروب التى دخلت بها ،
وطبع الدولارات لتغطية الحروب ،
وهنا جاء الرئيس الأمريكى” نيكسون” سنة <١٩٧١>
وأصدر قرار لا رجعة فيه ،
وبدون الرجوع لأحد،
وهو منع تحويل الدولار إلى الذهب ،
وهذا لضمان استمرار هيمنة أمريكا ،
عن طريق عملة الدولار التى لابد أن تظل العملة الأولى فى العالم،
وأصبح تصدير و
استيراد السلع بالدولار الأمريكى
وكانت أقوى السلع فى هذه الفترة هى النفط ،
وعقد اتفاق مع الدول النفطية وسمى ” بالبترو دولار”
مقابل مساعدة أمريكا التى هى من أكبر الدول ،
ومثل ما ذكرنا إنها الملاك البرئ الذى يحمى العالم ويساعده ،
فعرضت المساعدة على الدول ،
بتطويرها والوقوف بجانبها
فى كافة المجالات، وجعلهم من الدول المتقدمة ،
مقابل أن تكون التجارة بعملة الدولار،
والمعادلة هى ،
أن أمريكا تستورد النفط منهم ،
مقابل الدولارات ومن ثم ترجع الدولارات إلى أذون الخزانة الأمريكية لاستثمارها،
ومن ثم حماية أمريكا لهم أمنيا من أى هجمات أو حروب،
وبهذا ضمنت أمريكا أن تظل عملة الدولار هى العملة الأولى، بعد ما تحولت كل التجارة والاستثمارات مع دول العالم بالدولار ،
وأن الحفاظ على عملة الدولار ،
سيأتى من دول العالم نفسها وتحديدا التى تعتمد اعتمادا كليا على الولايات المتحدة الأمريكية ،
فهذه الدول ربطت بالدولار ،
وعلى هذا الأساس ظل الدولار هو العملة المسيطرة إلى الآن ،
وظلت الهيمنة الأمريكية تزيد ،
فالعالم أخذ يتنقل من فتوة إلى فتوة أخر ،
ومن بلطجى إلى اخر،
إلى أن استقرت أمريكا فترة كبيرة فى هذا الدور ،
دائما تأجج الصهيونية العالمية شرارة الحرب،
وكان هتلر من ضمن هذه الشرارة، وأصبحت النازية تفتك بالدول ،
ومن ثم عادت بريطانيا للخلف ودورها أصبح يقل ،
- لتصبح أمريكا هى الأداة الكبرى المستخدمة،
وبعد كل حرب تتغير خارطة العالم إلى أن يظهر أقطاب وقوى أخرى ،
وهكذا الآن يكون الدور القادم على الولايات المتحدة الأمريكية…