مقالات

محاربة الفساد .. واجب دينى ظاهرة التحرش .. الوباء الكارثى المنتشر..

كتبت بسمة مصطفى الجوخى الباحثة في الشؤون الدولية

من المؤسف أن ظاهرة مثل التحرش تتفشى فى المجتمع المصرى ،
الذى كان لا يختلف عليه أحد فى تدينه وطيبته،

وللأسف السيئة تعم فالجميع يدفع ثمن هذه النجاسة والقذارة ،
التى تفشت كالطاعون ،

ظاهرة التحرش وهتك عرض الأطفال ،
سابقا كان الجميع يخاف أكثر على البنات الصغار ،

والآن تطور الفيروس إلى أن وصل إلى الأطفال الصبيان ،

أصبح الكل يستيقظ على حادثة جديدة ،

من حوادث التحرش وهتك العرض،
بطريقة بشعة يقشعر لها الأبدان،
وتدمع لها العيون وتدمى القلوب،

وتثب فيها الرعب خوفا وقلقا من القادم ،

ومن المرحلة التى وصلنا إليها،

هل يوجد أسباب ظاهرة وأساسية لتفشى هذا الفيروس اللعين ؟

_ هذا السلوك الإجرامى الشنيع سببه أولا ،
_البعد وكل البعد عن الدين ،
وعدم الخوف من الله عز وجل وانعدام الحياء ،
والضمير والإحساس والمشاعر .

والغريزة التى خلقها الله عز وجل
هي الفطرة الربانية التى خلقها الله فى الكائن الحى ،

وليس لها علاقة بالعقل ولا يكتسبها أحد،
هى مثل الشئ الذى يغرز فى النفس،

بدون أى تدخل
فعندما يفقد الإنسان التفكير والوعى،

يصبح مثل البهائم تحركه غريزته ،

ولكن هذا الشئ طبيعى في البهائم،

فهى جبلة جبلوا عليها لا عقل يحركها ولا إدراك يوجهها ،

والبهائم لا تشتهى لانعدام عقلها،
لذلك تحركها الغريزة التى خلقها الله عزوجل ،

وليس الشهوة التى أراها تكريم للإنسان
وللأسف جحد الكثير وتخلى عن هذا التكريم،

وأصبح كالبهيمة فيما يخص العلاقات الجنسية ،
حتى الأكل والشرب غريزة لسد الاحتياجات من الجوع والعطش ،

حولها البعض إلى نهم وأكل بلا شبع،

فينتج عن ذلك الغش والسرقة والفساد،
وغريزة الدفاع عن النفس من أى خطر إذا زادت قلبت للضد،

فالشهوة أمر حلله الله للإنسان
كما قال تعالى 【زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب】

ولكن المطلوب هو الامتناع عن صرفها في الحرام والتحكم بها ،
فى بعض الأوقات،

وأن يصرفها الإنسان فيما أحل الله تعالى له،

لذلك هذا السلوك الكارثى الذى تفشى فى المجتمع ،
نتج عن أشياء كثيرة أيضا والأساس لذلك ،

هو ، مشاهدة الأفلام الإباحية،

ومن المؤسف أن الإحصاءات قد أظهرت أن نسبة مشاهدة ،
هذه الأفلام من الشعب المصرى ،
وإدمان الإباحية زادت بطريقة ملحوظة ،
وللأسف من يشاهد هذه الأفلام من سن ١٣ سنة وأصغر ،

فقد تعمل هذه الأفلام الإباحية ،
على الشعور بالسعادة المؤقتة المزيفة ،
التى يعمل القرين على وهم الإنسان بها،
قرينه من الشيطان الذى يولد معه ،
ويظل معه طيلة حياته ويخرج بموت الإنسان ،
ويجعل المخ يفرز هرمون السعادة وهذا فى أول المرحلة ،
إلى أن يعتاد الإنسان على المشاهدة ،
ثم ينتهى هذا الشعور ،
كما أن الملاك الحارس الذى يحيط بالإنسان من الملائكة قد يتركه بعد أن يصل إلى هذا المستنقع،
ويستبدله الله عزوجل له بشيطان أخر كما قال الله تعالى فى كتابه الكريم 【 ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين 】فيكون للإتسان شيطان أخر ملازم له وبهذا معه القرين الذى ولد معه ويجرى مجرى دمه،

ومعه الشيطان الذى قيد له ،
من اقترافه للكبائر واستمراره عليها،

فيتملك منه وكأنه باع نفسه له ،
واتبع هواه ثم يفقد هذا الشخص، السيطرة على نفسه ولا يكفيه شئ ،
فى إشباع رغبته الجنسية،
يصل بها لمرحلة التعدى على الأطفال بل ،
والحيوانات أيضا وتدمر حياته بالكامل.
وإذا كان متزوج ،
قد تنتهى وتخرب حياته الزوجية،
فهذه الأفلام صناعة صهيوماسونية ومسؤول عنها ،
مافيا عالمية أشد خطورة من مافيا المخدرات،
وتجارة الأعضاء.
وأكثر فئة مستهدفة هى الشباب فى مرحلة البلوغ ،
نظرا لفضولهم الجنسى ،
أما ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي وطريقة سحب الشباب لهذه المواقع ،
تكون عن طريق الفيديوهات ،
التى يتم فتحها أمامهم ،
وعندما يتم فتحها سرعان ما تعمل الخوارزميات التى تشبه عمل القرين فمراقبة الشخص ومعرفة أفكاره ،

وبمجرد فتح فيديو قصير،
لمشهد إباحي أو جرئ أو صور إباحية، تبدأ الفيديوهات الأكثر إباحية ،
تنهال على الشخص عن طريق الخوارزميات ويسحب إلى هذا الطريق،
وينتقل إلى المرحلة الأكبر والأخطر،
وهى مشاهدة الأفلام الإباحية الكاملة من المواقع المتخصصة فى ذلك،

فالانترنت جعل مشاهدة هذه الأفلام أكثر سهولة ،
بعكس عصر ما قبل الإنترنت ،
وليس الخطر هنا فقط ،
بل يكمن أيضا فى الألعاب التى يحبها الأطفال ،
وقد يتركه والديه لإنها مجرد ألعاب ،
ولا يعرف ما يستتر وراء هذه الألعاب،
من إعلانات جنسية وصور لفتيات عارية حتى وإن كانت كرتون ،
والنتيجة تكون إدمان العادة السرية المدمرة،
ونتاج هذا الإدمان وما يترتب على إدمان الأفلام الإباحية ،
كالعجز الجنسى والنقم على الزوجة ومن ثم فشل الحياة الزوجية ،
والطلاق والعقم ،

وقبل كل ذلك يظل هذا الشخص فى نجاسة دائمة ،
يبعد كل البعد عن الله عز وجل ،
يفقد الحياء والتأدب يبعد عن دينه ،
وعن مكارم الأخلاق،
ويبدأ فى اقتراف أخطاء أكبر ،
فى دائرة العلاقات الجنسية ،
يبدأ فى التحرش بالأطفال من الدائرة المقربة أولا ،
ويصل إلى مشاهدة الأفلام ،
التى تحتوى على مشاهد الاغتصاب ويشاهد أيضا فيديوهات تزواج للحيوانات ،
وبهذا ينتشر الشذوذ الجنسى
كما تصبح ميوله الجنسية متطرفة ومخيفة،
ولديه نهم جنسى وهمى،
لايشبعه أى شئ وهنا يفقد الشخص عقله،
ويفقد السيطرة ويتحول لوحش بلا عقل،
لذلك هذا هو السبب الرئيس الذى يكمن وراء انتشار جرائم الاغتصاب،
والتحرش وهتك العرض،
التى انتشرت للأسف فى الآونة الأخيرة كثيرا،

والأكثر تضررا هم الأطفال ،
التى وقعت ضحية لهؤلاء .
ونقول إلى كل من ينتظر فتنة الدجال الكبرى ،
فقد وقع الكثير منها وها هى أمامكم !

وإلى كل من ينتظر خروج يأجوج ومأجوج،
فقد خرجوا عندما قال رسول الله” صل الله عليه وسلم 〔ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا؛ وحلق بين إصبعيه〕

فهؤلاء هم من أسسوا النظام العالمى بكل منظماته الشيطانية ،
وهم من ساعدوا اليهود على الاستوطان فى فلسطين وهم من دمروا المجتمعات ،

نعود إلى الكارثة التى تحدث الآن ،
من انتشار وباء التحرش وهتك العرض ،
وخصوصا للأطفال الذى ذكرنا أن السبب الرئيسى له ،
هو إدمان الإباحية فهذه المنظمة المسؤولة عن ذلك تفعل هذا ،
وبقصد ، فهذه الأفلام هى عالم شيطانى خيالى وهمى،
يخرج منه الشخص مجرم، ومغتصب، وشاذ ،وعنيف ،وقاتل

وهكذا تدمر الأمم والمجتمعات،
على يد الشيطان وأعوانه،
و من يبيع نفسه للشيطان ويحيد عن الطريق القويم ،
هو الذى يقع فى هذا الفخ الكارثى ،
ويخسر دينه وآخرته وكل حياته ،

والسبب الآخر لهذه الكارثة المنتشرة هو
_ إدمان بعض الأنواع من المخدرات التى تجعل الإنسان غير آدمى ،
فى تصرفاته الجنسية ،
وتجعله يرتكب جرائم اغتصاب وهتك عرض ،
نظرا لعدم وجود شئ يرضى شهوته المفرطة،
الناتجة عن تناوله هذه المخدرات المصنوعة خصيصا لذلك ،
ومن سبل جمح الشهوات هو التسلح بالإيمان ،
الذي يعينه في التغلب على الشهوات،

فالإيمان قوة خفية والإستقامة على مبادىء الدين الإسلامي ،
كالصوم والصلاة وقراءة القرآن وغض البصر،
وتهذيب النفس والتأدب والحياء والتفكير بما وعد الله له،
السبب الرئيسي في جمح الشهوات وردعها.
فقد روي عن الإمام الصادق “عليه السلام”
قال (من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا اشتهى وإذا غضب وإذا رضي حرم الله جسده على النار)

فلابد للإنسان أن يختار الطريق القويم والصحيح ،
لأن الله عز وجل أعطى له حق الإختيار
والتقرب إلى الله عز وجل بالعبادات والعمل الصالح كالصلاة ،
والصيام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
والصدقة وبر الوالدين والرأفة بالحيوان ،
وغض البصر والحياء والخوف من الله عز وجل ،
قبل الناس ،

كما ينبغى أن يشغل الإنسان أوقات فراغه،
فى كل ما هو مفيد ونافع له ،
كالعبادات “وممارسة الرياضة” والقراءة” زيارة الأهل والأصدقاء ” والسفر والترفيه “ومشاهدة أعمال هادفة” استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ايجابيا ،

ويوجد أشياء كثيرة تشغل وقت الفراغ وكل إنسان يختار ما يقدر عليه ويستطيع فعله،
كما أن للأسرة قبل المدرسة أو الجامعة لها دور كبير ،
فى الرقابة على أولادهم ومصاحبتهم وتعليمهم أسس دينهم ،
والتقرب منهم ومعرفة ما يشغلهم بدون أن يشعروهم بالمراقبة ،
كما ينبغى إبعاد الهواتف تحديدا عن الأطفال ،
وما يقومون بمشاهدته يكون مع إحدى الوالدين،

لا ينبغى ابدا أن يكون مع الطفل هاتف غى غرفته،
وتحديدا عند دخوله للنوم،
كما أن الألعاب التى يعشقها الأطفال،
لابد أن يعرفها الوالدين وتكون أمامهم،
مثال،، كاتصال الهاتف بشاشة التلفزيون،
حتى تسنح الفرصة أن تكون المشاهدة أمام الوالدين ،

نحن نعرف أن تربية الأبناء أصبحت أصعب فى هذا الزمن،
نظرا لكل ما يحدث فمن كل الجهات ،
نجد خطرا كبيرا والهاءات واغراءات أصبحت كثيرة ومخيفة،
ولكن لا ننسى أن الثواب كبير ،
لكل من يحسن تربية أولاده ،
فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيتكم
وكما قال رسول الله ” صل الله عليه وسلم ”
 ( كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته
الإمام راع ومسئول عَنْ رعيته ،
والرجل راع في أَهله ومسئول عن رعيته،
والمرأة راعية في بيت زوجها ،
ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ،
وحاليا الأسرة والمدارس والجامعات والمؤسسات ،
ومن لا يستطيع تربية نفسه أولا فلا يبلى المجتمع بنسله……..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى