“المضحك المبكي”

بقلم / محمد ابراهيم ربيع كاتب و محلل سياسي.
مع اقتراب استحقاقات مجلس الشيوخ و النواب ؛ وبعد بيات لا أسميه شتوي او صيفي بعد النجاح في الاستحقاق السابق ؛ بل أسميه بيات المجالس النيابية عن خدمة الشعب و الوطن…
في هذه الأيام و حينما نذهب إلى أي مكان به مناسبة عزاء او زفاف او حتى تنظيم دورات كرة قدم في المدن و المراكز نجد نائب حالي او نائب محتمل متواجد في الصفوف الاولى و كأنه من أهل المتوفي او من أهل الفرح أو حتى يعمل في أتحاد كرة القدم لاهتمامه الشديد بذلك !!!!
الغريب من وجهة نظري هو الرد المصطنع و المضحك بعد انتهاء المناسبة او حتى بعد تسليم كأس بطولة او تيشرتات مطبوع عليها اسم معين… يقولون لفظيا و في تجمع الناس ؛ لا تعتقدوا انني أتيت الى هنا من اجل انتخابات قادمة او اي شيء من هذا القبيل ؛ انما اتيت لاهلي و احبابي لإشاركهم أفراحكم و أحزانهم ؛ ولا يفرق معي اي انتخابات قادمة !!!
ولكن أعتقد ان هذا الرد اصبح رد لا يناسب جميع العقول بعد عقم الظهور طوال الفترة الماضية.
اعتقد ان ثقافة خدمة الوطن من خلال وجود أشخاص يعلمون معنى المسؤولية و أنهم ممثلون عن الشعب لعمل توازن حقيقي ما بين الوطن و المواطنين ؛ و الحرص على تصحيح بعض العور التشريعي في حدود المتاح للدولة ؛ مع العمل على التوعية المستمرة من خلال شرح مبسط يتناسب مع جميع الفئات ؛ لكي يعلم الجميع كل مرحلة بما يتناسب معها من معوقات و حلول تمر بها الدولة ؛ لكي يتم بث الانتماء من خلال وعي تام…
و هذا الأمر يجعل الجميع يحرص على التكاتف الحقيقي ؛ و أن الدولة حريصة على المواطن من خلال المعطيات المتاحة في كل مرحلة…
لكي نصل بالجهد و العرق على الارتقاء بالوطن عن طريق الجميع كلا منا في مكانه من خلال اصلاح تشريعي يواكب كل مرحلة لتعم الفائدة على الوطن بمشاركة الافراد و المؤسسات .
اصحاب القامات المحبين على خوض الانتخابات من المفترض أنكم تمثلون الشعب ؛ وممثل الشعب ليس معزيا أو مهنئا أو يعمل على تسليم الكؤوس و الميداليات فقط …
انما ممثل الشعب هو الشخصية الوطنية الواعية المحبة للخدمات بكل قلب و قبل كل ذلك محب لتراب هذا الوطن ؛ لأن من المفترض أن يقر امر أو يعدل أمر آخر لصالح الشعب دون المساس بسيادة الدولة ؛ حتى يحدث الأنتماء الحقيقي بسب هؤلاء المسؤولين عن الشعب و الوطن .
أمر هام للغاية ؛ و يجب أن يعلمه من هو قادم على الترشح في مجلس الشيوخ أو النواب ؛ هذا الأمر مسؤولية كبيرة في أعناقهم ؛ و أن الأم تكليف و ليس تشريف.
لا نغفل ايضا النواحي الانسانية حتى لا يفهم الكلام بصورة خاطئة ؛ ولكني على المستوى الشخصي لا أريد أحد يمثلني أقصى أمانيه أنه يحضر عزاء دون الحرص على حضوره المؤثر للدفاع عن حقوق او تقديم خدمات عامة او شروعة في التوعية و معركة الوعي الحقيقي من أجل أن يحدث تكاتف يجمع القيادة السياسية و الجيش و المواطن على قلب رجل واحد تحت قبة الوطن من خلال تحمل المسؤولية كاملة يتقاسمها الجميع .
الاستحقاقات القادمة أمانة في أعناقنا جميعا لكي نغير الفكر في معاير أختيار الاشخاص ؛ لكي نحقق ما تحدث عنه معالي رئيس الجمهورية في تفويض أشخاص يناسبوا الجمهورية الجديدة.
مصر دولة كبيرة و تمر بحالة استثنائية من الشروع في نمو أقتصادي يريد تشريعات سلسه امام المستثمر و ما بين تهديدات خارجية بالمنطقة ؛ مصر تريد الأن أشخاص وطنيين يحملون الدولة على أعناقهم و ليس أشخاص يكونوا حمل على الدولة بصدق وليسوا أصحاب شو اعلامي او لقطة دون فعل.
مصر تحملت كثيرا بسبب أصحاب المصالح الشخصية و لكن نحن أيضا شاركنا في هذه الاختيارات من خلال معاير متوارثة بجهل مطبق ؛ فكان الأختيار عن طريق ما يسمى الفاتحة أو عصبية العائلة أو وعود في عزاء أو فرح او تسليم كأس كما ذكرنا..
من السهل ان نجد كثير من الأشخاص يتحدثون عن المعوقات و الهجوم على الدولة ؛ من اجل اثبات انه يتحدث بجرأة و هو انسان حماسي ؛ ولكن هذا ايضا من الشو الاعلامي و هذه الشخصية من وجهة نظري من ضمن المعوقات ؛ ولكن من الصعب أن نجد أنسان واعي محب للوطن يتحدث عن تقديم الحلول.
استفيقوا يرحمكم الله ؛ لا تكونوا من الذين ساهموا في هدم الوطن بسبب اختيار فاشل حدث في الأعوام السابقة ؛ لكن كل ما أخشاه هو أن يحدث في هذه المرحلة.
صوتك أمانة فلا تخون به الوطن
اللهم أحفظ مصر وأهلها
محمد ابراهيم ربيع