مقالات

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي عن يوم الحج الأكبر

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي عن يوم الحج الأكبر
بقلم / المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن من أيام الله المشهودة يوم النحر، وهو العاشر من ذي الحجة، وقد سماه الله تعالى «يوم الحج الأكبر»، حيث قال: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} ، وكذلك سماه الرسول الكريم ﷺ بهذا الاسم، فقد روى ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ وَقَفَ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الجَمَرَاتِ فِي حجة الوداع، وَقَالَ: «هَذَا يَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ» [رواه البخاري].
ويوم النحر من أعظم الأيام عند الله تعالى، قال رسول الله ﷺ: «أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ» [صحيح ابن خزيمة]، والمراد بـ«يوم القَرِّ» بفتح القاف وتشديد الراء هو: اليوم الذي يلي يوم النحر.
ويوم النحر عيدٌ من أعياد المسلمين، قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ، هُنَّ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهُنَّ أَيَّامُ أَكَلٍ وَشُرْبٍ» [مسند أحمد].
وهو موسم مبارك للتقرب إلى الله تعالى، وطلب مرضاته، حيث يمارس الحاج فيه أعمالاً كثيرة أثناء أداء فريضة الحج، كالصلاة والتكبير ونحر الهدى.. إلى غير ذلك من مناسك، كما أن غير الحاج يمارس فيه أعمالاً كثيرة أيضاً من صلاةٍ وذكرٍ وتكبيرٍ، وتقربٍ إلى الله تعالى بذبح الأضاحي، وقد سأل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم النبي ﷺ عن سنة الأضحية وثوابها، فأجابهم بقوله: «سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ» قَالُوا: «مَا لَنَا مِنْهَا؟ قَالَ: بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ فَالصُّوفُ؟ قَالَ: «بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ» [مسند أحمد]، وإهراق الدم في أيام عيد الأضحى عمل يحبه الله تعالى ويجزل الثواب العظيم لمن قام به، قال رسول الله ﷺ : «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَإنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْساً» [سنن الترمذي].
وللتضحية آداب ينبغي مراعاتها، منها: التسمية والتكبير، والإحسان في الذبح بحدِّ الشفرة وإراحة الذبيحة والرفق بها، وإضجاعها على جنبها الأيسر موَّجهة إلى جهة القبلة لمن استطاع.. إلى غير ذلك من الآداب والسنن، وجدير بالمسلم ألا يغفل أن المقصود من ذلك كله هو تعظيم الله تعالى، وإظهار الشكر له، والامتثال لأمره سبحانه، قال تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}.
ومن السنة في الأضحية أن يوسع المسلم (المضحي) على جيرانه وأقاربه وعلى فقراء المسلمين، وعلى نفسه، حيث يسن له أن يقسمها أثلاثاً: ثلث لنفسه وأهله، وثلث لجيرانه وأقاربه، وثلث للفقراء والمساكين.
وفي ذلك ما فيه من نشر المحبة ورجوع الألفة والوداد بين الأقارب والأهل والجيران، بل إن شئت فقل بين عموم المسلمين، والمسلم مأمور بصلة الرحم في كل حينٍ غير أنها تتأكد في الأيام المباركة.
قد تكون صورة ‏تحتوي على النص '‏federation Aras Arabe World Internatione 平平酒 ی اخاد الوطن العريي الدولي رئيس الإتحاد دكتور خالد عبد اللطيف‏'‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى