مقالات
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن الكتاب من أجمل الأشياء في الحياة

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن الكتاب من أجمل الأشياء في الحياة
بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن الكتاب من أجمل الأشياء في الحياة؛ ففيه كنوزٌ من المعرفة والثقافة والمتعة اللامحدودة، وهو مَخزن العلم والتجربة الإنسانية، وبه يستطيع الإنسان الولوجَ إلى عوالم مختلفة بين الماضي السحيق والمستقبل البعيد، وعن طريقه يتعرَّف الإنسان على تجاربِ الآخرين، وعلى قصصهم وخبراتهم؛ فهو يختصر للإنسان طريق التَّجْرِبة الذاتية بأن يَعرِفَ تجارب الآخرين، ويتجنَّب الإخفاقات التي وقَعوا فيها.
والكتاب إلى جانب أهميته الثقافية، يُعَدُّ من أجمل المتَع الإنسانية؛ ففيه متعةٌ لا تُضاهَى بالمتَع الحسيَّة؛ إذ إنه متعة رُوحية خالصة، يعرِفها كلُّ مَن جرَّبها لدرجة أنَّ مَنْ ذاقها لا يَقدِرُ بعدها على هَجْرِ الكتاب، ويُصبح أحدَ رُفَقائه في الحياة.
ولا شكَّ أن القراءة من أفضل الهُوايات التي يقضي فيها الإنسان ساعةً مِن وقته، تُجدِّد رُوحَه وعقله وتفكيره، والكتاب يساعد كثيرًا في تطوير شخصية الإنسان وإنمائها؛ بحيث يمدُّه بالمعرفة اللازمة لذلك، ويصبح إنسانًا أفضلَ بكثير بهذه المعرفة.
وبالكتاب يستطيع الإنسان أن يتواصل مع الآخرين تواصُلًا أعمقَ من التواصل اليسير، ويتعرَّف عليهم تعرُّفًا أعمقَ، وعلى الأفكار التي يَحملونها، وعلى الحياة التي يعيشونها، وربما يكونون مختلفين عنه فِكْرًا ودينًا وبيئةً وزمنًا وثقافةً؛ حيث يستطيع عن طريق الكتاب أن يَعرِفَ أغوارَ الحقائق قد التي قد لا يجدها في صورٍ يُشاهدها؛ فالثقافة تكون عميقةً بعيدًا عن بساطة الشاشات.
وبالكتاب يستطيع الإنسان أن يُدوِّن تجاربه وسيرته وعلمَه، ثم تبقى إرثًا للأجيال مِن بعده، وربما مئات السنين بعد موته، ها نحن الآن نقرأ سِيَر أناسٍ وعلمَهم عاشوا قبل ألف سنة، ولا زالت ذِكْراهم حيَّةً بيننا؛ لذا سُمِّي الكتاب الولد الباقي.
فبالكتب تُحفَظ العلوم البشرية، وتتناقلها الأجيال، ولولاها لضاعَتِ العلوم والتجارب، وكان كلُّ جيلٍ يبدأ من حيث بدأ الأول، وأنت إذا أخذتَ كتابًا يحكي قصة إنسان ما، وبدأت قراءته، فكأنك سافرتَ إليه ورافَقته، وقصَّ عليك قصَّته كاملةً، وربما يكون هذا الشخص عاش في زمن مختلف، وإذا بك تعيش حكايته.
ووجود المكتبة في بيت الإنسان بمنزلة جنةٍ وارفة الظلال، يستريح تحتها وقتما يشاء، ويَقطِفُ من ثمار المعرفة ما يشتهي، وعندما تقرأ كتابًا تُفتَح عيناك على أمور قد لا تَنتبه إليها، وهذا يجعلك تُقدِّر العالم الموجود خارج نافذتك أكثرَ، فالكتاب أداة مهمة في الحياة، أداةٌ أساسية، ويمكن للحياة أن تتحسَّن كثيرًا بها.
فالكتاب يُوفِّر لنا الوسائل اللازمة لنَصِلَ إلى أبعد مِن حدودنا والظروف المحيطة بنا؛ ولذا فهي تُقدِّم فُرصًا جديدة، وقارئ الكتاب سيَشعُر بالإثارة للعالم الجديد الذي سيَنفتِحُ له، وسيُغْني حياته كثيرًا.