مقالات
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الطبيعة الإنسانية الدولية للمبادىء الإسلامية

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الطبيعة الإنسانية الدولية للمبادىء الإسلامية
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه ان تعاليم الإسلام – عقيدة وشريعة وأخلاقًا – ذات بنية إنسانية عالمية، وبإيجاز: يمكن الإشارة إلى الطبيعة الدولية في الإسلام من خلال الخصائص والسمات الآتية:
أ – عالمية الدعوة الإسلامية وإنسانيتها:
لما كانت دعوةُ الإسلام عالمية؛ لم تأتِ منذ البداية لمخاطبة بلد بعينه، أو قوم بعينهم، فإنها كانت خطوة إنسانية تقدُّمية إلى الأمام نحو تحقيق ما بذلت المحاولات البشرية لتحقيقه من بعد، وهو تدويل المجتمع الإنساني، بيد أن الدعوةَ الإسلامية – مع دعوتها للعالمية والتدويل – لم تسمحْ بالقضاء على الخصوصيات، أو مصادرة حقوق الحضارات الأخرى في التعبير عن نفسها.
ب – الأخوة الإنسانية:
ويكفي لإيضاح هذه الأخوة من نصوص القرآن قولُه -تعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].
جـ – خلق الناس جميعًا من نفس واحدة:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
د – الإنسانية في الإسلام جماعة واحدة:
﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً ﴾ [البقرة: 213]، ﴿ وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [يونس: 19].
هـ – اختلاف اللون واللسان آية ربانية، لا تفرقة عنصرية:
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ﴾ [الروم: 22].
و – العمل الصالح ميزان التفاضل بين المجتمع:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 62].
ز – فريضة الحج عبادة إنسانية دولية:
وذلك أنها عبادة يلتقي عندها كلُّ المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، فهذه الفريضة تتميَّز بالأخوة الدولية، ولعله لا يوجد ملتقى في عالم اليوم يحطم حواجزَ العنصريات والجغرافيا، ويلتقي على (الأخوة الدولية الإسلامية) مثل الملتقى الذي تؤدَّى فيه مناسكُ الحج في مكان محدود وزمان محدد، وَفْق قِيَم محددة شكلاً ومضمونًا يلتزم بها الجميع، وإلا فسدت عبادتُهم



