هل الشعب مؤهل لبناء وطن ؟؟ وما الذى تحتاجه مصر ؟؟؟

بقلم/بسمة مصطفى الجوخى
لا تبنى الأوطان إلا من الداخل بداية بيد أبنائها ممن يملكون الدين والضمير والأخلاق والشرف والرحمة ،
أما عكس ذلك فهم يتسببون فى غرق وتدمير أوطانهم وتسليمها للأعداء على طبق من ذهب بلا رحمة …
نأتى لإجابة السؤال الأول :
هو إنه الكثير من الشعب المصرى غير مؤهل من الأساس لبناء وطن وبسبب أشياء كثيرة ،
أولهم كره العمل والإنتاج والعيش فى دور المستهلك فقط ،
والندب دوما على حاله ، وثانيا كره لوطنه بسبب ظلم عاش فيه لسنوات،وفقدان الشغف والأمل فى أى شئ وفقدان الثقة فى كل شئ حوله،وحب المال الشديد الذى يجعله لا يفكر إلا به ويفعل كل شئ خطأ من أجل الحصول عليه ،
وغياب الوعى وقلة الإدراك والإدمان والنشأة غير سوية ،
ودراسة الشئ الذى لا يحبه ولا يفقهه وفرض عمل له لا يحبه،لمجرد قفل التعينات فى المجال الذى يحب أن بعمل به،والسبب الأكبر هو ضياع مصر منذ أكثر من ٣٠ عاما وأول من دفع الثمن هم الشباب،وغيرهم من الأشياء الكثيرة التى تجعل جزء من الشعب غير مؤهل الآن لبناء وطن..
أما ما تحتاجه مصر الآن للخروج من هذا النفق الذى لا يصح أن الدولة الأكثر أماناً واستقرارا فى الدول العربية أن تعانى من أزمات على كافة المجالات،
_على الصعيد السياسى:بداية رئيس الجمهورية هو الرجل الأول للدولة وهو من يملك إدارة الدولة والعلاقات الدولية ،
وثانيا الجماعات السياسية،ينبغى جعل الحياة السياسية تنافسية وبشرف،كتغيير طريقة عمل الأحزاب السياسية وجعلها فى الواجهه فى كافة المجالات أكثر مما هى عليه الآن،وإتاحة الفرص للشباب ممن يملكون الكفاءة وتغيير طريقة عمل مجلس الشورى وتطهيره .
_وعلى الصعيد الاقتصادى بعد قيام الدولة ورسوخها ما بعد فترة قيام ثورتين فى وقت قصير وما ترتب على ذلك ،
واستقرار الأمن وإصلاح البنية التحتية والمنشآت المتهالكة وغيرها،فلابد من وجود رجل اقتصاد غير عادى يمتاز بحسن الإدارة والتفكير خارج الصندوق وخصوصا صندوق النقد الدولي لأن بهذا التفكير البدائى الغير مدروس،يجعل الدولة لا ترى أى انجازات كبيرة وهذا بجانب كل الآثار المدمرة والسلبية التى تحدثنا فيها كثيرا،والتجربة خير برهان لكثير من الدول،وأيضا أن يفهم رجل الاقتصاد الواقع لايبنى قراراته على قواعد خاطئة ويستعين بالكفاءات والخبرات،
والمتخصصين”فالتخصص”مهم لمعرفة الواقع وتجزئته ،
ودراسة التفاصيل والمعايشة فى الواقع والانخراط فيه عمليا بجانب النظرى من أساس نجاح أى شئ فى جميع المجالات،وأيضا عدم البعد عن الشريعة ومواكبة التغير فيما لايخرج عنها فى حل مشاكل الاقتصاد وازدهاره،والموازنة بين المصالح والمفاسد كتأجيل قرار معين لإنه ليس من المصلحة إقامته،وهذا هو التوازنوترتيب الأولويات التدرج فى أخذ القرارات الأهم ثم المهم،وما الذى يجب فعله وما يجب أن يؤجل،وينبغى أن ينسى ويتلاشى رجل الاقتصاد الكلمة السخيفة التى دائما ما يعلق أى رجل اقتصاد لا يفقه شئ سوء إدارته عليها،وهى أن مصر” ذات موارد فقيرة”
بل بالعكس ينبغى أن يعرف كيفية استغلال موارد مصر على أكمل وجه،والبحث دوما عن موارد آخرى والبدائل لها أيضا فمصر من أغنى البلاد بالموارد،ولابد أن يكون ضميره حى دوما وعادل ويتمتع بحسن التصرف وأخذ القرارات السليمة المدروسة جيدا،ويأتى بعد ذلك كل الخطط التنموية على كافة الإصلاحات الاقتصادية التى يكون هذا هو حجر الأساس لها ..
_على الصعيد الإدارى من المؤسف أن ما يحدث لا يتغير منذ ٣٠ سنة،وأكثر ما يقال على شاشات التلفزيون أو الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي،لايمد للواقع بصلة،مثال قد يعانى المواطن المصرى من تعطيلات تصل لسنوات على الموافقات على شراء عقار فى مساكن الشباب،أوقطع أراضى وغيرهم أو تمويل مشروع،ومن ناحية آخرى نجد إجراءات تعسفية من الموظف الحكومى فى تلبية متطلبات المواطن المصرى،ومخالفته بحكم عمله أو المنصب الذى يشغله ويكون أسلوبه ما هو إلا سد كل الأبواب فى وجه المواطن المصرى،ليصل الحال بالمواطن الى كره نفسه بسبب موظف بائس كاره لوظيفته أو لديه عقدة نقص ويستغل منصبه أو مرتشى ،
_وعلى الصعيد الإعلامى الذى يعد من أكثر الأشياء المؤثرة عالميا ومحليا على كافة الأصعدة،فيكفى إلى هذا الحد الوجوه التى يراها الجميع على مدار سنوات طويلة،وقد يهرم الشخص وهذه الوجوه أمامه لا يرى إلا غيرها وكأنه ذنب يخلصه ،ألا يكفى ذلك ؟!
لابد من تغيير هذه الوجوه المنافقة التى تغير كلامها فى الدقيقة مائة مرة،وتنحصر ما بين المنافق أو المخرب أو من أصحاب كلمة “سمعاوطاعة”عبيد الأجندات الخارجية ممن يضعون بلادهم على طبق من ذهب لهم،وينبغى إتاحةالفرص للكفاءات والشرفاء،يكفى إلى هذاالحدهذه الوجهه الإعلامية المنحدرة الساذجة،التى لا تليق ابدا بدولة بحجم مصر ..
_ومن المهم تشديد الرقابة وتطهير الفساد وعدم ترك البلاد للخونة والمتآمرين وحيتان الاستيراد ولجشع التجار ومعدومى الضمير،ولاننسى الشورى التى هى أمر واجب على كل مختص وملزم به،بأن يستشير أصحاب العقول الراجحة والأفكار الصائبة،فهى قاعدة من قواعد الحكم الإسلامى فالرسول”محمد صل الله عليه وسلم”كان أعلم الناس خلقا ولكنه كان يأخذ بالمشورة ويفعل ما فيه صالح للأمة، فالشورى يمكن أن تفعل المعجزات إذا كانت من أصحاب عقول راجحة ومدركة لما تقوله …
والمهم أيضا هو الدور الأكبر للشعب الذى لا يقل شئ عن الحكومة،فالمراقبة الذاتية هى واجبة وتضمن بقاء النظام وتجعل كل شخص يقوم بعمله يتقى الله عز وجل،ويعمل بضمير،وهذا أول شئ يجعل المجتمع يتقدم،وتقفل الباب فى وجه الأعداء ولا ينالون شيئا من مبتغاهم الأسود تجاه مصر وشعبها،ومع العمل بجدية وكفاءة وتطوير المهارات ودراسة كل شخص لما يحب،والبعد عن اليأس والتشاؤم والإحباط والعادات التى تدمره،وبذلك يتحقق “العدل والحرية” والكرامة الإنسانية “ولا ننسى أن هذه الأشياء ،
هى الأهداف والغايات الإنسانية للدين الإسلامي،فمن المؤسف أن الله عز وجل يجعل الإنسان خليفته على الأرض ،ويفضله على سائر مخلوقاته ، ويأمر بالسجود له ويأبى إبليس ويصبح العدو الأول للإنسان ويتوعد له،وفى نفس الوقت يتخذه بعض الناس ولى لهم وينسوا دينهم وينعدم ضميرهم وينسوا سبب ما جاءوا إليه إلى هذه الدنيا…