مقالات

ليتني اخذت قسط من الراحة منذ فترة

“ليتني اخذت قسط من الراحة منذ فترة ”

بقلم / محمد ابراهيم ربيع

حينما تبتعد قليلا وتنظر من اعلى تجد نفسك تكتشف و ترى الامور اكثر وضوحا…

هذه الفترة ابتعدت قليلا عن الناس لفترة يومين فقط وهذا كان عن غير قصد…

ولكني اكتشفت ان العزلة عن الناس تعطي القلب راحة و قوة و ترتيب اوراق و تقيم الامور و ايضا من حولك جيدا…

لان للاسف من يتحرك بالطبيعة دون تجمل و البحث عن دور فعال بسبب شعوره بالخطر على الوطن لا يريده الكثير الذين لا يريدون الا التحدث فقط دون الشروع في اي فعل الاهم ان صورتهم البراقة تخرج في اجمل صورها حتى وان ضاع الوطن ….

ولكن احظر جيدا من تحركك بالحماس الذائد لانك لا تظن ان القيام بالرسالة امر سهل أو البحث عن اشخاص يشبهونك في حب الوطن بطريقة فعالة و حقيقية و انكار الذات و عدم التفكير من الاساس في اي شيء الا الوطن ستجده سريعا او دون مصاعب …

و التحرك و المضي قدما كان من اجل أن نكسب كل يوم شخص او اثنين لهم نفس الهدف من اجل اتساع الدائرة التي تتصدى لاعداء الوطن لاعطاء الحق قوة …

و اطلقت على هذه الدائرة هي دائرة الامن للوطن…

لان هذه الفئة يعلمون جيدا انهم واقفون على الثغر… للدفاع والتصدي بكل قوة لاكبر حرب تحدث الان بمفهومها الشامل…

لاني كنت اظن ان معظمنا جيش مصر كلا في مكانه….

فكتشفت ان الاكثرية التي تسعى للظهور لا ينظروا الا للمنظر العام الذي يخرج صورتهم بشكل فيه وطنية و شو اعلامي…
و الغريب انهم يحرصون على مونتاج اي شيء يجعلهم امام انفسهم لكي يقول لهم بكل قوة انكم اصحاب اهواء…

للاسف هم لا يدركون الخطورة و ما يفعلون في الوطن ؟؟؟

هم غير مدركون ايضا انهم معول هدم كبير و شوكة في ظهر الدولة بأقوالهم و عدم الشروع في تقديم اي شيء وانما هدفهم هو حب الظهور بالشكل المناسب حتى وان ضاع الوطن لانه يقولون دائما بطبيعة الحال اننا الاهم من اي شيء حتى وان كان وطن يحي بقلوبنا …

لان الصادق الحقيقي لا ينظر الى التوازنات او تحقيق المصلحة الشخصية او ينظر الى اي شيء غير ان يساند و يجتهد و يفعل كل ما لديه الان للدولة …

وانا اعتقد الان أن الجهاد بالكلمة في هذا التوقيت العصيب… هو بمثابة حمل الراية للجيش فأن وقعت على الارض فسوف تمر عليها الاعداء بالاقدام لانها تتسبب في هزيمة الوطن.. لان الكلمة تستطيع ان توعي بها فتجمع الناس خلف الوطن… وهي ايضا ان تبث الاحباط و التخازل بين الجميع ليكونوا هم من يدمرون اوطانهم فكلمتك امانة فمن الممكن ان تنصر بلد او تهدمها …

ولكن للاسف الصدمات تتوالى فلن اجد في هذا الطريق الا القليل الذي هم فعلا اهل المسؤولية التي لم يكلفوا بها و انا احاول ثم اتعثر ثم احاول من تقديم اي شيء …

وما وصل القليل هؤلاء الا بسبب الوعي و علمهم بما يحدث واصرارهم على مساندة الدولة بكل قوة مهما حدث….

و هم واقفين يدافعوا و كانوا يظنوا انهم لم يمكثوا كثيرا و سيأتي المدد من اخوانهم لكي يلتفوا الوطن للعبور به الا بر الامان …

لكن في النهاية وجدت اشخاص يرفعون راية الوطن و يلوحون بها من بعيد حتى اكتشفنا انها مجرد راية شعار و ليس مساندة كما اعتقدنا…

و انما كان هؤلاء يرفعون الشعارات الملونة و يطرقون طبول الحرب لهدف اخر للاسف وهو الفات الانتباه لهم…

و حتى يعلموا الجميع انهم مع الشرفاء امام اسلحة العدو و لكن الغريب هو ؟؟!!
اننا كل يوم نكتشف ان الفئة الاكثر صخبا و استعراضا هي الفئة المنسحبة سريعا من الدفاع عن الاوطان؟؟!!!!

لانهم لا يملكون الا الصراخ و قرع الطبول فقط…
فأصبحوا لا يستطيعون على اكمال المسيرة و التي هي صعبة لا يتحملها الا الرجال …

ولكن لا يستمر في الميدان الا صادق حتى و ان كانت فئة قليلة …

ولكم موعظة في طالوت و جالوت…
حينما اختبر الله الجيش الذي يدعي الصمود و هم من طالبوا بأرسال ملك يقاتلون معه….

فانظر و تعمق في هذه الآية الكريمة…

قال تعالى بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم…

فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) البقرة….

الاكثرية ليس شرطا على انهم على الحق او هي الفئة التي تستطيع ان تنتصر …

و لكن القليل الصادقون يستطيعون على فعل الكثير بإذن الله… لان القوة تكمن في الصدق وليس في حب الظهور الباهت ….

كتبه
محمد ابراهيم ربيع
كاتب و محلل سياسي

مقالات ذات صلة

‫40 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى