مقالات

أين ذهبت نون النسوة… بقلم نجوى حجازى

كتبت: نجوى حجازي

 

هناك الكثير من العبارات والأشعار التي قيلت في المرأة سواء في وصفها أو في التعبير عن دورها في الحياة وعن أهميتها بشكل عام ، فعن جمالها قال الشاعر :
إذا كان حسن الوجه يدعي فضلية… فإن جمال النفس أسمى وأفضل.

وعن عقل المرأة قيل :
(إن عقل المرأة إذا ذبل ومات ، فقد ذبل عقل الأمة كلها ومات).
وعن خجل المرأة قيل :
( حين تخجل المرأة تفوح عطراً جميلاً لا يُخطئه أنف رجل ).

ويؤسفني وأنا امرأة أن اتحدث عن المرأة الآن وأضعها في ميزان لا يليق بها ، حتى في وجود الكثير من الاستثناءات المشرفة من البنات والأمهات الفضليات الصالحات ، ولكن نحن في عصر تتصدر فيه أسوأ النماذج وأردأ الصفات وينتشر فيه الخلق البذئ والتصرفات العارية من الخجل والحياء ، وقد كنا في الماضي القريب نقبل مثل تلك الأشياء إن صدرت من الرجال فقد جُبلنا على مبادئ تربوية تسمح للرجال بفعل ما يشاءون وإذا اعترضنا كفتيات قالوا لنا إنهم رجال فكنا نصمت ونتغافل ونقتنع بما يُقال لنا ، مع أن الدين برئ من ذلك فلم يستثن في الحياء والأفعال البذيئه معشر الرجال عن الناس ، فعن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “الحياء شعبة من الإيمان “.

وقال أيضا ” النساء شقائق الرجال ” والاستثناء كان فيما يخص المرأة من طبيعة بشرية ،وما خص به الرجال من طبيعة يقتضي بها القوامة .

ولذا فما نراه اليوم ونسمعه ربما يكون في انقلاب السحر على الساحر فما أحله المجتمع بالأمس للرجل بقانون بشري لا علاقة له بالدين أو الشرع ، استحلته المرأة اليوم وانتزعته بنفس القانون البشري الظالم ، ولكن مع الفارق لأنه للأسف جعل المرأة في المشهد أكثر ابتذالا وبذاءة سواء بالأقوال أو الأفعال ، فلو ذكرت أمثلة لوجدت الكثير من النساء اللاتي يبحثن عن المكسب السريع من خلال بعض البرامج فتفعل ما تؤمر به ، وكأنها سلمت نفسها لسوق النخاسة ، ولكنها في هذا السوق هي من تعرض نفسها فصدرت مشهداً من أرذل المشاهد وأكثرهارخصا وبذاءة ،حتى وإن كان المشهد يشمل حواراً تافهاً لا جدوى منه ، والغريب أن كل هؤلاء لم يطرق ببالهن كيف ستكون الإجابة أمام الله عندما يسألهن عن مالهن من أين اكتسبنه ؟

سؤال خطير وصعب سيكون ضمن أسئلة كثيرة صعبة على النفس في ذلك المشهد العظيم أمام ميزان الخالق الذي لن يغفل مثقال ذرة ، وبالطبع لا ننسى السؤال التالي عن العمر فيم أفنينه؟ وربما إجابة هذا السؤال وحده كافياً كي تعرف المرأة منزلتها عند الله ، فالمرأة الآن تتأفف وتكره تربية أبنائها بحجج كثيره وربما لو علمت أن كل لحظة تضيعها في بناء أبنائها هي جبال من الحسنات تحصدها يوم تكون كل نفس بما كسبت رهين ، ولما تأففت وكرهت من تفني زهرة شبابها وتضيع وقتها وجهدها من أجل تربيتهم تربية سليمة صالحة ، بدلا من السعي وراء حصاد مال حرام ستحاسب على كل جنيه ودقيقة ضاعت فيه وفي حصاده .

وعلى صعيد آخر نجد من يدعي تطهير المجتمع من الفساد فتجد كل برامجه إذاعة ونشر لكل المقاطع البذيئة ، ونسي أو تناسى أنه بات شريكاً معهم “فمن سنّ منكم سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة “.

وتأخذنا المشاهد المريبة المهينة إلى دعايات بعض الصالونات النسائية من خلال خلافات مع الزبونة فتسمع في هذه اللقطات المفبركة بذاءات وشتائم وخلافات وإهانات ومعايرة ، تجعلني اتعجب وأتساءل هل لم يعد في قاموس حياتنا سوى قلة الأدب وعدم الاحترام ، هل بات ذلك أسلوب حياتنا ومنهجها !!!!
حتى إذا ما انطلقنا إلى آفة الآفات وأكبر المنكرات وكبائر نهى الله عنها وحتى الخوض والحديث فيها أو التنويه عنها ربما نأثم عليه ، ألا وهي مشاهد ممثلة على اليوتيوب لعقوق الوالدين ، حرمانهم من الطعام ، إهانتهم بشكل صريح ، الخيانة ، زنا المحارم ، وللأسف كل تلك المشاهد هي التي تتصدر هاتفك حتى بدون اشتراك من أي نوع ، وكأنك محاصر بكل ما يفسد عليك فطرتك ودينك .

وربما مازاد كل هذه الأمور سوءاً هو وجود المرأة كعنصر أساسي في المشهد ، فضاعت القدوة وانهدمت المدرسة التي تبني أمة بأكملها ، أليست الأم مدرسة !!!!

هل الأم حررت نفسها من أشرف دور وأنبل رسالة من أجل مال زائف حرام سيحصد معه الأخضر واليابس وينتزع البركة من حياتها وحياة أبنائها ، هل تربية الأبناء تعتمد على ملء البطون وكسوة الجسد أم على ملء العقول وكسوة القلب بتقوى الله والخوف منه سراً وعلانية .

إن ما نراه وما يحدث الآن كارثة تصدرها المرأة للعالم أجمع ،وفيه هدم لجميع القيم والمبادئ ، ولا أعرف لماذا اتخذت المرأة هذا المنحى بدءً من الملابس المتحررة والتشبه بالرجال حتى في تناول السجائر والأرجيلة في الأماكن العامة ، والتي أراها أفعالاً تتنافى مع أنوثة المرأة ورقتها ، التي تندثر مع الأيام حتى أصبحنا نتساءل أين ذهبت نون النسوة ؟!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى