مقالات
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن المسجد الحرام

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن المسجد الحرام
بقلم \ المفكرالعربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لا شك فيه أن الله – تعالى – فضل بعض البقاع والأزمان والأماكن والمساجد والأشخاص على بعض، (وربك يخلق ما يشاء ويختار).
وإن مما فضل الله – تعالى – المسجد الحرام وقد ذكره القرآن في خمس عشرة موضعا، وله أربعة معان:
1 المراد به الكعبة (فول وجهك شطر المسجد الحرام).
2- الكعبة وما حولها من الحرم: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى..) الآية
3- جميع مكة: (لتدخلن المسجد الحرام).
4- الحرم الذي يحرم صيده: (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا).
وللحرم فضائل نذكر منها:
1- فضل الصلاة فيه فهي مضاعفة عن الصلاة في باقي المساجد بمائة ألف صلاة، والصلاة فيه تضاعف عن المسجد النبوي والأقصى.
ومما اختص به الحرم:
الطواف وأنه عبادة لا تفعل في غيره، ومضاعفة الحسان إنما صحت في الصلاة فقط دون ما سواه، وهو أول مسجد وضع في الأرض كما ورد من حديث أبي ذر لما سأل عن ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم -.
ومن فضائله وحقائقه أنه لا تشد الرحال إلا إليه، وشد الرحل إليه فرض، وإلى غيره كالمسجدين تستحب ولا تجب كما ذكر ذلك في الزاد.
ومن أسباب تعظيمه:
وجود الكعبة فيه، وهي قبلة المسلمين شرقا وغربا وفيه الحجر الأسود والركن اليماني قال ابن القيم في الزاد: “ليس على وجه الأرض موضع يشرع تقبيله واستلامه، وتحط الخطايا والأوزار فيه غير الحجر الأسود والركن اليماني”
وفيه مقام إبراهيم، (فيه آيات بينات مقام إبراهيم).
وتشرع الصلاة خلفه بعد الطواف وفيه زمزم، وفيه الصفا والمروة وهما من شعائر الله – تعالى -، كذلك منى وعرفات ومزدلفة، فالكعبة مباركة (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا).
قيل: الطواف به مغفرة للذنوب، وقيل لمضاعفة الأعمال فيه، وقيل: لأنه يجبى إليه ثمرات كل شيء.
حرم المدينة:
1- صيده حرام لكن حرمته دون حرمة مكة؛ لأن مكة ثابتة حرمتها بالنص والإجماع، أما حرم المدينة ففيه خلاف والصحيح تحريمه.
قال الشيخ في منسكه ص29: “والحرم المجمع عليه حرم مكة وأما المدينة فلها حرم عند الجمهور، كما استفاضت بذلك الأحاديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم -” أ.هـ.
2- وليس فيه جزاء على المذهب، وعنه رواية فيه الجزاء وهو سلب القاتل أي أخذ سلبه من ثوبه وغترته وما أشبه ذلك.
لما في مسلم عن عامر بن سعد أن سعدا ركب إلى قصره بالعقيق فوجد عبداً يقطع شجراً، فسلبه فلما رجع سعد جاءه أهل العبد فكلموه فيما سلبه منه فقال: معاذ الله أن أرد شيئاً نفلنيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وأبى أن يرد عليهم.
وقيل هذا تعزير لا جزاء واضحا.
3- وهي حرام من عير إلى ثور فهي مسافة بريد في بريد وفي الحرتين الشرقية إلى الغربية.
4- من فضائلها: ما بين البيت والمنبر روضة من رياض الجنة رواه البخاري ومسلم، أما المسافة فمحددة نقلها الحافظ في الفتح (4100) ومعنى كونها روضة: إما على الحقيقة تنتقل إلى الجنة، أو ملازمتها تؤدي إلى الجنة، فيجلس فيها للذكر والصلاة لكن التقدم للصف الأول أفضل من الصلاة فيها وهذا ما فهمه أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
5- يستحب لمن زار الحرم النبوي وشد الرحل إليه أن يزور قبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصاحبيه لكن لا يشد الرحل إليهم.
6- وفيه مسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام فكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يأتيه كل سبت راكبا وماشيا فيصلي فيه ركعتين: ((من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء وصلى فيه صلاة كان كأجر عمرة)) [رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجة من حديث سهل بن حنيف].
7- دعا النبي – صلى الله عليه وسلم – لها بالبركة ((اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة))، وفيها أيضا: ((اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا)).
8- وفيها تمر العجوة: ((من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر)) [متفق عليه].
وفي بعض السنن كالترمذي وابن ماجة والمسند: (العجوة من الجنة وهي شفاء من السم)
9- في ص:2 ((على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال)).
10- في مسلم: ((لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعاً يوم القيامة أو شهيداً))
وفي الترمذي: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها))، وفي البخاري عن عمر: ((اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك)).