مقالات

ربيع جمال الجوهرى يكتب عن القصيدة الخالدة (أناوليلى)

من أجمل القصائد التي جذبتني في قرائتها ثم سماعها من المبدع المتألق المطرب “كاظم الساهر” فدفعني الفضول الي معرفة من أنشأ هذه القصيدة فعرفت أنه معلم اللغه العربيه ا/حسن المرواني وهو من بغداد
وقد تم غناء هذه القصيدة من مطربين كثيرون ولكنها لاقت رواجا بعد أن غنّاها كاظم الساهر
،ويحكي كاظم عنها ويقول :- عندما قرأت كلمات هذه القصيدة ( أنا وليلى ) أخذت أبحث عن الشاعر لمدة خمس سنوات ونشرت إعلانا لمعرفة مؤلف تلك القصيدة ،فوجدت أن كل من يدعي أن هذه القصيدة قصيدته
يجلب لي بيتين أو أربعة أبيات من القصيدة ، فلما جاء حسن المرواني وجدت أن هذه القصيدة تتعدي٣٥٠ بيتا شعريا
فأخذته الي الأستوديو وبدأت في تلحين القصيدة فوجدت حسن يبكي
ويقول :-:أنا لست شاعرا لأنني كتبتها تعبيرا عن حالة إنسانية مررت بها أيام الدراسة الجامعية فأنا- يا سيدي كاظم – من أسرة فقيرة كنت أعمل واتعلم وقابلت ليلي واحببتها ولكنني صدمت بانه تم خطبتها من أحد أقاربها .

المهم بحثت عن توقيت إلقائها
فوجدت أن حسن المرواني بعد إنشاء هذه القصيدة كان أخبر صديقه أشرف عنها ، فلما كان حفل التخرج جلس حسن المرواني على الطاولة مع اصدقائه فوجد صوتا ينادي:- ستسمعوٍن الآن يا أخوان قصيدة من حسن المرواني ، فوقف حسن مندهشا و الأنظار تلتفت إليه ، فأجبرته تلك الأنظار على النهوض وأمسك بالميكروفون وقال :- سألقي لكم قصيدتي الأخيرة في هذه المسيرة التعليمية وبينما هو ينظر الي الحضور وجد ليلي بجوار خطيبها فنظر إليها نظرات حزينه وقال:-
ماتت بمحراب عينك ابتهالاتي
و استسلمت لرياح اليأس راياتي
جفّت على بابك الموصود أزمنتي
ليلى و ما أثمرت شيئا نداءاتي

فبكت ليلى وذهبت وجلست في المقعد الأخير
ودموعها تحرق وجنتيها، فنظر إليها من جديد والقي نظرة سريعة الى الخطيب ثم قال :-
عامان ما رفّ لي لحن على وتر
ولا استفاقت على نور سماواتي
و أعتق الحب في قلبي و اعصرُه
فأرشِف الهمّ في مغبرّ كاساتي

قآلت ليلي :- كفي يا مرٍوٍاني ارجوك . .
فضعف المرواني واراد ان يترك المايكرفون إلا أن أشرف صرخ وقال له :- أكمل يا حسن
فنزلت أول دمعة من دموع حسن المرواني وبدت عينيه حمراوين وقال :-
ممزّق أنا لا جاهٌ و لا ترفٌ
يغريك فيّا فخلّيني لآهاتي
لو تعصرين سنين العمر أكملها
لسال منها نزيفٌ من جراحاتي

فأشار أليها بأصبع الشهادة وبكل حرارة وقال:-

لو كنتُ ذا ترفٍ ما كنت رافضة حبّي
و لكنّ عسر الحال،
فقر الحال
ضعف الحال مأسااااااتي

عانيت عانيت لا حزن أبوح به
و لست تدرين شيئا عن معاناتي

أمشي و أضحك يا ليلى مكابرة
علّي أخبّي عن النّاس احتضاراتي

لا النّاس تعرف ما أمري فتعذرني
و لا سبيل لديهم في مواساتي

يرسو بجفنيّ حرمان يمصّ دمي
ويستبيح إذا شاء ابتساماتي

معذورة انت ان اجهضت لي أملي
لا الذّنب ذنبك بل كانت حماقاتي
“””””
أضعتُ في عرض الصّحراء قافلتي
وجئت أبحث في عينيك عن ذاتي

وجئت أحضانك الخضراء منتشيا
كالطّفل أحمل أحلامي البريئات

غرست كفّك تجتثّين أوردتي
و تسحقين بلا رفق مسراتي

فبكى أشرف وقبل رأس حسن وقال أكمل
فقال:-

وا غربتاه، مُضاع هاجرت مدني عنّي
وما أبحرت منها شراعاتي
وصرخ:-
نفيت و استوطن الأغراب في بلدي
و دمّروا كلّ أشيائي الحبيباتي

فبكي كل من في القاعة على هذه الكلمات . .
فالتفت إليها وقال :-
خانتكِ عيناكِ في زيفً وفي كذبً . .
والتفت على خطيبهآ وقآل :-
أم غرك البهرٍج الخداع مولاتي . . .

فراشة جئت ألقي كحل أجنحتي
لديكِ فاحترقت ظلما جناحاتي

أصيح و السّيف مزروع بخاصرتي
والغدر حطّم آمالي العريضات

وقالت ليلي وهي فائضه بالدموع :- .يكفي أرجوك حسن ، فأهلي هم من أرغموني على ذلك لأنهُ ابن عمي
فصرخ قائلا:-

و أنتِ ايضا، ألا تبّت يداكِ
إذا آثرت قتلي، و استعبدت أنّاتي

ملّي بحذف اسمك الشفّاف من لغتي
إذا ستُمسي بلا ليلى حكاياتي

فترك الميكرفون وأحتضنه صديقه أشرف وقبّله وقآل له:- يا ويلي
وقد دمعت عيون الناظرين إليه ، وأغمى على ليلى ونقلوها للمستشفى وبعد شفائها صمم ابوها قاسي الطبع علي خطبتها لابن عمها.
فذهب ابن عمها الي حسن المرٍوٍاني وهو يبكي وقال:- .
أنا اسف ماكنتُ اعرف بهذا والله

ورحل حسن المرٍوٍاني وسافر الى الأمارات بسببها. وبقى هناك أكثر من ١٦ عاما
اما القصيدة فقد خُطت على جدار جامعة بغداد وهي موجوده الى الان تخليدا”لذلك الحب الرائع المحزن.
وفي النهاية (لا عزاء لمن فقد حبيبه ، فقد صار العذاب والشعر طبيبه )

مقالات ذات صلة

‫14 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى